ومثله (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار)[سورة الجمعة ٦](ينظرون إليك نظر المغشي عليه (١)) [سورة محمد ٢١]
وهذا مذكور في " الكشاف (٢) " في ذيل الكلام.
وقال الشيخ سعد الدين: لا خفاء في أنه لا يتوجه هذا السؤال بعد ما ذكر أن المثل مستعار للحال العجيبة الشأن، وأن المعنى أن حالهم العجيبة الشأن كحال الذي استوقد نارا، ولهذا قال (٣) آخراً " على أن المنافقين وذواتهم لم يشبهوا بذات المستوقد، حتى يلزم تشبيه الجماعة بالواحد ".
وقال أبو حيان: من زعم " أن الذي " هنا هو " الذين " وحذفت النون لطول الصلة فهو خطأ؛ لإفراد الضمير في الصلة، ولا يجوز الإفراد للضمير؛ لأن المحذوف كالملفوظ، ألا ترى جمعه في قوله تعالى (وخضتم كالذي خاضوا)[سورة التوبة ٧٠]
قال: والذي نختاره أنه أفرد لفظا وإن كان في المعنى نعتا لما تحته أفراد، فيكون التقدير: كمثل الجمع الذي استوقد نارا (٤).
قوله:(كما في قوله (وخضتم كالذي خاضوا)
فرق ابن عطية بين الآيتين بأن (الذي استوقد) وصف للذات، و (كالذي خاضوا) وصف لمصدر محذوف، تقديره كالخوض الذي خاضوا، فهو على بابه في الإفراد (٥)، ونحا إليه القطب (٦).
قوله:(وإنما جاز ذلك، ولم يجز وضع القائم موضع القائمين)
قال القطب: التخفيف في باب الذي مطلوب، بخلاف باب القائم