أَحَاوَلْتِ إِرْشَادِي فَعَقْلِي مُرْشِدِِي. . . أمِ استَمْتِ تَأْدِيبي، فَدَهْرِيْ مُؤدِّبيْ (١)
الاستيام الطلب. يقول: لا تتعرضي لإرشادي فعقلي مرشدي، ولا تجشمي تأديبي فدهري (٢) مؤدبي. هما أي العقل والدهر.
قال القطب، والطيبي، والتفتازاني، والشريف: وإنما أسند الإظلام إلى العقل؛ لأن العاقل لا يطيب له عيش.
زاد التفتازاني، والشريف: وإلى الدهر؛ لأنه يعادي كل فاضل.
قال التفتازاني: ويجوز أن يكو لإرشاد العاذلة وتأديبها.
وقوله: حاليَّ، قال القطب أي الديني والدنيوي
وقال الطيبي: أي الشيب والشباب.
وقال التفتازاني والشريف: أراد بحاليه ما يتوارد عليه من المتقابلين، كالخير والشر، والغنى والفقر، والصحة والمرض، والعسر واليسر.
قال الشريف: والمقصود التعميم (٣).
وقوله: ثمت أجليا، أي كشفا ظلاميهما.
وقوله:. . . . . . . . . . . . . . . عن وجه أمرد أشيب
من باب التجريد (٤)، أي عن وجهي وأنا شاب في السن، وشيخ أشيب في تجربة الأمور وعرفانها، أو أشيب في غير أوانه لمقاساة الشدائد.
والهمزة في " أحاولت " للإنكار، أي ما كان ينبغي أن تتجشمي في الإرشاد والتأديب. والفاء تعليل لمحذوف، أي لا تحاوليني لشيء منهما؛ فإن العقل والدهر كفاية فيهما.
قوله: (فإنه وإن كان من المحدثين)
هم الشعراء الذين نشؤوا بعد الصدر الأول من الإسلام، لا يحتج