للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من قال (أنعمت عليهم) رأس آية بصحيح؛ لأنه ليس بمشاكل لآيات السورة، ولا مقارب لها، ومقاطع القرآن إما متشاكلة، أو متقاربة.

ثم إن الابتداء ب (غير) في أوّل الآية ليس بمستقيم (١).

وقال سليم الرازي (٢): ليس في القرآن آية آخرها عليهم، خصوصا وما بعد (أنعمت عليهم) غير مستقل بنفسه.

قوله: (وتُثَنى في الصلاة) هذا تعليل للمثاني، أي تكرر فيها بأن تقرأ في كل ركعة.

وهو مراد الكشاف بقوله: " لأنها تثنى في كل ركعة " أي صلاة، كما فسره الطيبي، وأكمل الدين، وقالا: كما في قوله (واركعوا مع الراكعين) سورة البقرة ٤٣] أي صلوا مع المصلين (٣).

قال الشريف: تسمية للكل باسم الجزء.

قال: وهذه العبارة أعني لأثها تثنى في كل ركعة وردت في صحاح الجوهري (٤)، ولعل فائدة المجاز المبالغة في أن كل صلاة فعلة واحدة، ركعة واحدة، وقد تعددت الفاتحة فيها فيتضح تكريرها زيادة إيضاح، وقيل: إنها تكرر في كل ركعة بالقياس إلى أخرى، ففي الثانية لوقوعها مرة في الأولى، وفي الأولى عند انضمام الثانية إليها.

قال: والأشبه أن يراد بيان محل التكرير، على أن الفاتحة مما تتكرر بحسب الركعة، لا بحسب أركانها كالطمأنينة، ولا بحسب كل صلاة كالتسليم، فإن تعددت الركعة تكررت الفاتحة، وإلاّ فلا. كأنه قيل: لأنها تُثَنى باعتبار تعدد الركعة.

قال: وهذا المعنى وإن كان واضخا في نفسه إلا أن دلالة هذه العبارة عليه في غاية الخفاء (٥)


(١) الموضح في وجوه علل القراءات ل٢٦ - ٢٧ نسخة مكتبة راغب باشا، ومنها نسخة مصورة بمعهد البحوث العلمية برقم ١٠٠٩ التفسير.
(٢) هو سليم بن أيوب بن سليم أبو الفتح الرازي، سكن الشام مرابطا، ناشرا للعلم احتباسا، له كتاب البسملة، توفي سنة سبع وأربعين وأربعمائة. سير أعلام النبلاء ١٧/ ٦٤٥ وطبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٣٨٨.
(٣) الكشاف ١/ ٢٤ وفتوح الغيب ١/ ٦٨ وحاشية أكمل الدين ل٧.
(٤) الصحاح/ مادة ثنى.
(٥) حاشية الشريف ١/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>