للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالأولان من التثنية، والثالث من الثناء، والرابع من الاستثناء.

وأقوى الأربعة الأوّل؛ لما تقدم عن عمر رضي الله عنه.

قال البلقيني في " كشافه ": وبعضهم يعبر بقوله: السبع من المثاني، ويفسر المثاني بالقرآن؛ لأن القصص تُثَنّى فيه وتكرر للإفهام.

قوله: (وقد صحّ أنها مكية)

قلت: أخرجه الواحدي (١)، والثعلبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٢)، وأخرجه أبو بكر ابن الأنباري في كتاب " المصاحف " عن قتادة (٣).

قوله: (لقوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) [سورة الحجر ٨٨] وهو مكي بالنص) قلت: إن أرد نص المفسرين فقريب، إلا أنه غير المصطلح عليه في إطلاق النص، إذ لا يفهم منه عند الإطلاق إلا الكتاب والسنة، وليس فيهما ما يدلّ على مكيته.

وقد يجاب بأن ذلك ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه (٤)، وكلام الصحابي في القرآن -خصوصا في النزول- له حكم المرفوع، فجاز إطلاق النص عليه بهذا الاعتبار.

ثم استدلاله على أن الفاتحة مكية بآية الحجر لهج به الناس كثيرا، ولكن غيره ْأقوى منه؛ لأنه موقوف.

أولا: على تفسير السبع المثاني بالفاتحة، وهو وإن كان صحيحا ثابتا في الأحاديث (٥) فقد صح أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنه، وغيره تفسيرها بالسبع


(١) هو علي بن أحمد بن محمد أبو الحسن الواحدي النيسابوري، صاحب التفسر، إمام علماء التأويل، صنف التفاسير الثلاثة، البسيط، والوسيط، والوجيز، وتوفي سنة ثمان وستين وأربعمائة. سير أعلام النبلاء ١٨/ ٣٣٩ وطبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٢٤٠.
(٢) سبق تخريجه في ص٤٢.
(٣) هو قتادة بن دعامة بن قتادة أبو الخطاب السدوسي، حافظ العصر، قدوة المفسرين والمحدثين، توفي سنة ثماني عشرة ومائة. سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٦٩ وتهذيب الكمال ٢٣/ ٤٩٨.
(٤) رواه أبو عبد الله محمد بن أيوب بن الضريس في فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة ٣٣ والبيهقي في دلائل النبوة ٧/ ١٤٢ وانظر في: الإتقان في علوم القرآن ١/ ٢٩ - ٣١.
(٥) كحديث أبي سعيد بن المعلى ... "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثانى والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه البخاري ٤/ ١٦٢٣ ح٤٢٠٤ وأبو داود ٢/ ٢٧٠ ح١٤٥٢ والنسائي ٢/ ١٣٩ ح٩١٣ وابن ماجة ٣/ ٥٨٧ ح٣٨٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>