للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو في لغتهم بالتاء، فكتبوه بها (١)، فكيف يظن بهم مع هذا التثبت أن يكتبوا فيه ما ليس بقرآن؟.

ومما يبين أن كتابتهم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في المصحف إنما هو بالتوقيف من الرسبول صلى الله عليه وسلّم أنهم كتبوها في أوائل سور، وتركوها في أول براءة، فلو كانوا إنما فعلوا ذلك لأجل التبرك والافتتاح بها لوجب لهذه العلة افتتاح براءة بها.

ويبين ذلك أن قوما كرهوا نقط المصاحف، والتعشير فيها، وكتابة عدد آيات السور (٢).

روي ذلك عن ابن مسعود رضي الله عنه (٣)، وعن إبراهيم النخعي (٤)، ومكحول (٥)، ومجا هد، وعطاء (٦).


(١)
يأتي تخريجه قريباً.
(٢) في ح، ق: السورة.
(٣) روى عبد الرزاق في المصنف ٤/ ٣٢٣ ح٧٩٤٤ وأبو عبيد في فضائل القرآن ٢/ ٢٣٠ ح٨٩٥ وابن أبي داود في كتاب المصاحف ١/ ٤٧٢ ح٤٢١، ٤٢٢ والداني في المحكم في نقط المصاحف ١٠ بلفظ: جردوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه. وروى عبد الرزاق في المصنف ٤/ ٣٢٢ ح٧٩٤٢ وأبو عبيد في فضائل القرآن ٢/ ٢٣٢ ح٩٠٠، ٩٠١ وفي غريب الحديث ٥/ ٥٦ وابن أبي داود في كتاب المصاحف ١/ ٤٧٣ ح٤٢٩ والداني في المحكم في نقط المصاحف ١٤ عن عبد الله أنه كره التعشير في المصاحف.
وروي ابن أبي داود في كتاب المصاحف ١/ ٤٧٠ والداني في المحكم ١٦ عن أبي حمزة قال: أتيت إبراهيم بمصحف لي، مكتوب فيه: سورة كذا، وكذا آية، فقال إبراهيم: امح هذا، فإن ابن مسعود كان يكره هذا، ويقول: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه.
قلت: وقد فسر الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث ٥/ ٥٥ أثر عبد الله بن مسعود تفسيراً جيداً، يوقف عليه في محله.

(٤) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس أبو عمران الكوفي، فقيه أهل الكوفة، كان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانها، وكان رجلا صالحا فقيها، مات وهو مختف من الحجاج سنة ست وتسعين. تهذيب الكمال /٢٣٣ وسير أعلام النبلاء ٤/ ٥٢٠.
(٥)
هو مكحول أبو عبد الله الشامي، فقيه الشام، لم يكن في زمانه أبصر بالفتيا منه، توفي سنة اثنتي عشرة ومائة، تهذيب الكمال ٢٧/ ٤٧٣ وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٥٥.
(٦) هو عطاء بن أبي رباح، واسمه أسلم أبو محمد المكي، مولى أل أبي خثيم، أدرك مائتين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاق أهل مكة في الفتوى، توفي سنة أربع عشرة ومائة، تهذيب الكمال ٢٠/ ٦٩ وسير أعلام النبلاء ٥/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>