للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: كل من العلم والعمل ينقسم إلى قسمين، منه ما يكون وسيلة، ومنه ما يكون غاية، فليس العلم كله وسيلة مرادة لغيرها، فإن العلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق وهو مطلوب لنفسه مراد لذاته، قال الله تعالى: ﴿الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما﴾ [الطلاق: الآية: ١٢] فقد أخبر سبحانه أنه خلق السموات والأرض ونزل الأمر بينهن ليعلم عباده أنه بكل شي عليم، وعلى كل شي قدير فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة، وقال تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾ [محمد: الآية: ١٩] فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه لا إله إلا هو مطلوب لذاته وإن كان لا يكتفى به وحده، بل لابد معه من عبادته وحده لا شريك له، فهما أمران مطلوبان لأنفسهما.

الأمر الأول: أن يعرف الرب تعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله وأحكامه.

والأمر الثاني: أن يعبد بموجبها ومقتضاها.

فكما أن عبادته مطلوبة مرادة لذاتها، فكذلك العلم به ومعرفته أيضا، فإن العلم من أفضل العبادات" (١).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "مراتب العلمُ به سبحانه خمس مراتب:

١ - العلم بذاته، ٢ - وصفاته، ٣ - وأفعاله، ٤ - وأسمائه، ٥ - وتنزيهه عما لا يليق به" (٢).


(١) مفتاح دار. السعادة ١/ ١٧٨.
(٢) مدارج السالكين ١/ ١٢٨.

<<  <   >  >>