للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قال ابن رجب (ت: ٧٩٥ هـ) : "فأفضل العلم العلم بالله وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله التي توجب لصاحبها معرفة الله وخشيته ومحبته وهيبته وإجلاله وعظمته والتبتل إليه والتوكل عليه والصبر والرضا عنه والاشتغال به دون خلقه.

وتبع ذلك العلم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتفاصيل ذلك والعلم بأوامر الله ونواهيه وشرائعه وأحكامه، وما يحبه من عباده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

ومن جمع هذه العلوم فهو من العلماء الربانيين، العلماء بالله العلماء بأمره وهم أكمل ممن قصر علمه على العلم بالله دون العلم بأمره، وبالعكس" (١).

• قال محمد بن يعقوب الفيروزأبادي (ت: ٨١٧ هـ) : "فإن لكل علم حدا لا يتجاوزه، ولكل عالم ناموسا لا يخل به؛ فمن الوجوه المغلطة أن يظن فى العلم فوق غايته؛ كما يظن بالطب أنه يبرئ جميع الأمراض؛ وليس كذلك، فإن كثيرًا من الأمراض لا يبرأ بالمعالجة.

ومنها أن يظن بالعلم فوق مرتبته في الشرف؛ كما يظن بالفقه أنه أشرف العلوم على الإطلاق؛ وليس كذلك؛ فإن التوحيد والعلم الإلهى أشرف منه قطعا" (٢).

• قال الملا علي القاري (ت: ١٠١٤ هـ) : "علم التوحيد أفضل العلوم وأكملها، وعالم هذا العلم. أفضل العلماء، وبهذا السبب خصهم الله بالذكر في أجل المراتب فقال: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ


(١) شرح حديث أبي الدرداء لابن رجب (ص ٤١).
(٢) بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ١/ ٤٥.

<<  <   >  >>