للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا البيت محجوجا. فالحج هو خاصة الحنيفية، ومعونة الصلاة، وسر قول العبد لا إله إلا الله فإنه مؤسس على التوحيد المحض والمحبة الخالصة" (١).

"ومشاهد التوحيد في الحج كثيرة يأتي على رأسها التلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك" والممعن في هذه الكلمات يجد آثارها في تحقيق هذا الأمر والتذكير به.

ومعنى "لبيك اللهم لبيك" أي إجيبك إجابة بعد إجابة، وأنا مقيم على طاعتك، ففيها التصريح بنبذ ما يخالف حقيقة التوحيد "لبيك لا شريك لك لبيك" ولعظمة هذه الكلمة وأثرها ومعانيها العظام

• قال «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال» (٢).

• قال جابر بن عبد الله (ت: ٧٨ هـ) "كنّا نصرخ بها صراخاً" (٣)،

• وفي حديث سهل بن سعد (ت: ٩١ هـ)، قال : «ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا» (٤).

ويتكرر مشهد التوحيد والعناية به في هذه الفريضة والتأكيد عليه في مشاهد أخرى من هذه الفريضة العظيمة، يبدو ذلك في الركعتين التي


(١) مفتاح دار السعادة ٢/ ٤.
(٢) رواه الإمام أحمد وأهل السنن وصححه الألباني.
(٣) رواه مسلم
(٤) رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.

<<  <   >  >>