للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يركعهما الحاج خلف المقام بعد نهاية الطواف حيث ورد في السنة أن المصلي يقرأ في هذا الموضع سورتي الإخلاص، قل هو الله أحد والكافرون، وهي ذاتها التي يقرأ بها في سنة الفجر، وسنة المغرب.

وإذا أردت أن تعرف مشاهد السورة وما تتركه في قلب المؤمن الحي فتأمل في آياتها لا ترى فيها إلا معلم التوحيد فحسب .. إنه مشهد آخر من مشاهد التأكيد على هذه الغاية الكبيرة في الحج ..

ويتكرر مشهد التوحيد ثالثة في الدعاء على الصفا والمروة حين يردد الحاج ما أشار إليه نبينا «لا إله إلا الله وحد لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده» (١)، وأنت ترى التأكيد على هذه المسألة، وغرس كلماتها ومعانيها وآثارها في نفس كل مسلم على أرض مكة في فريضة الحج.

ومثل ذلك ما قاله في دعاء عرفة «خير ما قلت أنا والنبيون من بعدي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».

بل ذات المعنى تجده في كل أعمال الحج صغيرها وكبيرها لا فرق، وحين تتأمّل هذه القضية لا تكاد تغيب في مشهد الحج من خروج الإنسان من بيته إلى طواف الوداع مما يعطيك دلالة كبيرة على عظمة التوحيد في الحج" (٢).


(١) أخرجه أبو داود (٤٥٤٩)، والنسائي (٤٧٩٩)، وابن ماجه (٢٦٢٨).
(٢) المصدر: مقال بعنوان: "التربية في الحج-١. تحقيق التوحيد" لمشعل بن عبد العزيز الفلاحي، منشور على موقع صيد الفوائد.

<<  <   >  >>