للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ ﷿" (١).

• وقيل لسهل التستري (ت: ٢٨٣ هـ): "ما حقيقة التوكل في الأصل؟ فقال: حقيقة التوكل في الأصل الإقرار بالتوحيد" (٢).

• قال سهل التستري (ت: ٢٨٣ هـ) : "عند تفسير قوله تعالى: ﴿لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا﴾ [المزمل: الآية: ٩]. أي كفيلا بما وعدك من المعونة على الأمر، والعصمة عن النهي، والتوفيق للشكر، والصبر في البلوى، والخاتمة المحمودة. ثم قال: في الدنيا الجنة والنار، فالجنة والعافية أن تولي الله أمرك، والنار البلوى، والبلوى أن يكلك إلى نفسك. قيل: فما الفرج؟ قال: لا تطمع في الفرج وأنت ترى مخلوقا، وما من عبد أراد الله بعزم صحيح إلا زال عنه كل شيء دونه، وما من عبد زال عنه كل شيء دونه إلا حق عليه أن يقوم بأمره، وليس في الدنيا مطيع لله وهو يطيع نفسه، ولا يتباعد أحد عن الله إلا بالاشتغال بغير الله، وإنما تدخل الأشياء على الفارغ، وأما من كان مشغول القلب بالله لم تصل إليه الوسوسة وهو في المزيد أبدا، واحفظ نفسك بالأصل. قيل له: ما هو؟ قال: التسليم لأمر الله، والتبري ممن سواه" (٣).

• قال أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، الدارمي، البُستي (ات: ٣٥٤ هـ): "الواجب على العاقل لزوم التوكل على من تكفل بالأرزاق؛ إذ التوكل هو نظام الإيمان، وهو قرين التوحيد، وهو السبب المؤدي إلى نفي الفقر ووجود الراحة، وما توكل أحد على الله جل وعلا


(١) شعب الإيمان للبيهقي (٥٢٠).
(٢) تفسير التستري (سورة النساء: الآية: ٨١).
(٣) تفسير التستري ص ١٨٠.

<<  <   >  >>