للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من صحة قلبه - حتى كان الله جل وعلا بما تضمن من الكفالة أوثق عنده بما حوته يده، إلا لم يكله الله إلى عباده، وآتاه رزقه من حيث لم يحتسب" (١).

• قال أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، الدارمي، البُستي (ت: ٣٥٤ هـ): "التوكل هو نظام الإيمان، وقرين التوحيد، وهو السبب المؤدي إلى نفي الفقر ووجود الراحة.

وما توكل أحد على اللَّه جل وعلا من صحة قلبه حتى كان اللَّه جل وعلا بما تضمن من الكفالة أوثق عنده بما حوته يده إلا لم يكله اللَّه إلى عباده وآتاه رزقه من حيث لم يحتسب" (٢).

• قال سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري الحنبلي (ت ٧١٦ هـ) : " قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ [التغابن: الآية: ١٣] فيه أن التوكل قرين التوحيد ونتيجته، ومن أكبر مقاماته، والتوكل هو التفويض إلى الله-﷿-مع ترك الاعتراض. " (٣).

• قال الإمام ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "والعبد إذا أنعم الله عليه بالتوحيد فشهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه، والإله هو المعبود الذي يستحق غاية الحب والعبودية بالإجلال والإكرام والخوف والرجاء يفنى القلب بحب الله تعالى عن حب ما سواه ودعائه والتوكل عليه وسؤاله عما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه حلاه الله بالأمن والسرور والحبور والرحمة للخلق؛ والجهاد في سبيل الله؛ فهو يجاهد ويرحم. له الصبر والرحمة قال الله تعالى: ﴿وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة﴾ [البلد: الآية: ١٧]، وكلما قوي التوحيد في قلب العبد قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه.

والخوف الذي يحصل في قلوب الناس هو الشرك الذي في قلوبهم قال الله تعالى: ﴿سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله﴾ [آل عمران: الآية: ١٥]. وكما قال الله في قصة الخليل أتحاجونني في الله وقد هداني إلى قوله: ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك


(١) روضة العقلاء - صفحة (٢٠٩).
(٢) روضة العقلاء ص ١٥٣.
(٣) كتاب الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية ص: ٦٤٣.

<<  <   >  >>