للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صَاعِقَةُ العَذَابِ الهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [فصِّلت: ١٧ - ١٨].

• قال مقاتل بن سليمان (ت: ١٥٠ هـ) : " ﴿وأما ثمود فهديناهم﴾، يعني بينا لهم، ﴿فاستحبوا العمى على الهدى﴾، يقول: اختاروا الكفر على الإيمان، ﴿فأخذتهم صاعقة﴾، يعني صيحة جبريل ، ﴿العذاب الهون بما كانوا يكسبون﴾ آية، يعني يعملون من الشرك" (١).

• قال محمد بن جرير الطبري (ت: ٣١٠ هـ) : "وقوله: ﴿فاسْتَحَبّوا العَمَى على الهُدَى﴾ يقول: فاختاروا العمى على البيان الذي بيّنت لهم، والهدى الذي عرفتهم، بأخذهم طريق الضلال على الهدى، يعني على البيان الذي بيّنه لهم، من توحيد الله" (٢).

• قال عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي المعروف ب ابن شاهين (ت ٣٨٥ هـ) : "أهل النجاة هم العالمون بالصلاح من الفساد عند اختلاف الناس، فمن لم يعرف الحق، وقع في الباطل، ومن عرف الباطل اجتنبه" (٣).

• قال الحسين بن مسعود البغوي (ت: ٥١٦ هـ) : "قوله تعالى: ﴿وأما ثمود فهديناهم﴾ دعوناهم، قال مجاهد بن جبر (ت: ١٠٤ هـ)، وقال ابن عباس (ت: ٦٨ هـ): بينا لهم سبيل الهدى. وقيل: دللناهم على الخير والشر، كقوله: ﴿هديناه السبيل﴾ [الإنسان-٣]، ﴿فاستحبوا العمى على الهدى﴾ فاختاروا الكفر على الإيمان، ﴿فأخذتهم صاعقة العذاب﴾ أي: مهلكة العذاب، ﴿الهون﴾ أي: ذي الهوان، أي: الهوان، وهو الذي يهينهم


(١) تفسير مقاتل بن سليمان (سورة فصلت: الآيات: ١٧ - ١٨).
(٢) تفسير الطبري (سورة فصلت: الآيات: ١٧ - ١٨).
(٣) كتاب شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن ص: ٣٥.

<<  <   >  >>