للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ظرف، وقال الزجاج: الناصب له اصطفى مقدرًا مدلولًا عليه باصطفى الأول، أي: اصطفى آل عمران إذ قالت، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على «عليم»؛ لتعلق ما بعده بما قبله، أي: سمع دعاءها ورجاءها؛ فـ «إذ» متعلقة بالوصفين معًا.

{مُحَرَّرًا} [٣٥] جائز، وهو حال من الموصول، وهو «ما في بطني»، والعامل فيها «نذرت»، ولا يستحسن؛ لتعلق الفاء بما قبلها.

{فَتَقَبَّلْ مِنِّي} [٣٥] تام، عند نافع؛ للابتداء بـ «إن».

{الْعَلِيمُ (٣٥)} [٣٥] كاف، ومثله «أنثى» لمن قرأ «وضعتْ» بسكون التاء (١)؛ لأنه يكون إخبارًا من الله عن أم مريم، وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف، وبها قرأ أبو جعفر، ونافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي، وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء، وهو ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (٢)، وعليه فلا يوقف على «أنثى» الأول والثاني؛ لأنهما من كلامها، فلا يفصل بينهما، فكأنها قالت اعتذارًا: إنَّي وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت.

{بِمَا وَضَعَتْ} [٣٦] جائز، على قراءة سكون التاء (٣)، وليس بوقف لمن ضمها (٤).

{كَالْأُنْثَى} [٣٦] جائز، إن جعل من كلام الله، وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أم مريم، ولا وقف من «وإنِّي سميتها مريم» إلى «الرجيم» فلا يوقف على «مريم» سواء قرئ «وضعت» بسكون التاء أو بكسرها (٥)، على خطاب الله لها؛ لأنَّه معطوف على «إنِّي وضعتها»، وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه، مثل: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦)} [الواقعة: ٧٦] اعترض بجملة «لو تعلمون» بين المنعوت الذي هو «لقسم»، وبين نعته الذي هو «عظيم»، وهنا بجملتين الأولى «والله أعلم بما وضعت»، والثانية «وليس الذكر كالأنثى»، قرأ نافع (٦): «وإني» بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة، وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلَّا في موضعين، فإنَّ الياء تسكن فيهما: ... {بِعَهْدِي أُوفِ} [البقرة: ٤٠]، و {آَتُونِي أُفْرِغْ} [الكهف: ٩٦].

{الرَّجِيمِ (٣٦)} [٣٦] كاف، وقيل: تام.


(١) بتاء التأنيث الساكنة.
(٢) انظر: إتحاف الفضلاء (ص: ١٧٣)، الإعراب للنحاس (١/ ٣٢٥)، الإملاء للعكبري (١/ ٧٧)، السبعة
(ص: ٢٠٤).
(٣) وهي القراءة المشار إليها سابقا.
(٤) وهي قراءة ابن عامر وشعبة عن عاصم. انظر: المصادر السابقة.
(٥) وهي قراءة شاذة رويت عن عبد الله بن عباس. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (١/ ٣٢٥)، الإملاء للعكبري (١/ ٧٧)، البحر المحيط (٢/ ٤٣٩)، الكشاف (١/ ١٨٦).
(٦) راجعها في أصول الإمام نافع بالشاطبية والطيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>