للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤)} [١١٤] تام إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما؛ لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى، وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريًا على نسق الغيبة ردًّا على قوله: «من أهل الكتاب أمة قائمة» (١).

{فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [١١٥] كاف.

{بِالْمُتَّقِينَ (١١٥)} [١١٥] تام.

{شَيْئًا} [١١٦] جائز، وضعِّف هذا الوقف؛ لأنَّ الواو في «وأولئك» للعطف.

{أَصْحَابُ النَّارِ} [١١٦] جائز.

{خَالِدُونَ (١١٦)} [١١٦] تام.

{فَأَهْلَكَتْهُ} [١١٧] حسن، وقال أبو عمرو: كاف.

{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} [١١٧] ليس بوقف؛ للاستدراك، والعطف.

{يَظْلِمُونَ (١١٧)} [١١٧] تام؛ للابتداء بعده بالنداء.

{مِنْ دُونِكُمْ} [١١٨] ليس بوقف؛ لأنَّ جملة «لا يألونكم خبالًا» مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذميًّا، وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة: ألا يكتب عنك؟ فقال: إذًا أتخذ بطانة سوء؛ لأنَّه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بعضنا، وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا، وما أحسن قول الطرطوشي (٢) لما دخل على الخليفة بمصر، وكان من الفاطميين، ورآه سلَّم قياده لوزيره الراهب، ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي، ورآه مغضبًا عليه، فأنشده:


(١) قرأ بالياء فيهما حفص وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بتاء الخطاب. انظر: الإملاء للعكبري (١/ ٨٦)، البحر المحيط (٣/ ٣٦)، التبيان للطوسي (٢/ ٥٦٦)، التيسير (ص: ٩٠)، تفسير الطبري (٧/ ١٣١، ١٣٢)، السبعة (ص: ٢١٥)، الحجة لابن خالويه (ص: ١١٣)، الحجة لأبي زرعة (ص: ١٧٠)، الغيث للصفاقسي (١٨٢)، الكشاف (١/ ٢١١)، الإرشاد (ص: ٢٦٧)، النشر (٢/ ٢٤١).
(٢) الطرطوشي (٤٥١ - ٥٢٠ هـ = ١٠٥٩ - ١١٢٦ م) محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشى الفهرى الأندلسي، أبو بكر الطرطوشى، ويقال له ابن أبى رندقة: أديب، من فقهاء المالكية، الحفاظ، من أهل طرطوشة بشرقي الأندلس، تفقّه ببلاده، ورحل إلى المشرق سنة (٤٧٦هـ) فحجَّ وزار العراق ومصر وفلسطين ولبنان، وأقام مدة في الشام، وسكن الإسكندرية، فتولى التدريس واستمر فيها إلى أن توفى، وكان زاهدًا لم يتشبث من الدنيا بشئ، من كتبه: سراج الملوك، والتعليقة -في الخلافيات، وكتاب كبير عارض به إحياء علوم الدين للغزالي، وبر الوالدين، والفتن، والحوادث والبدع، ومختصر تفسير الثعلبي، والمجالس. انظر: الأعلام للزركلي (٧/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>