للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{حَكِيمًا (١٧٠)} [١٧٠] تام.

{إِلَّا الْحَقَّ} [١٧١] كاف.

{رَسُولُ اللَّهِ} [١٧١] حسن.

{وَكَلِمَتُهُ} [١٧١] أحسن مما قبله إن عطف «وروح منه» على الضمير المرفوع في «ألقاها»، وليس بوقف إن جعل «ألقاها» نعتًا لقوله: «وكلمته»، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة، أي: وكلمة الله ملقيًا إياها، وقيل: «ألقاها» لا يصلح نعتًا لـ «كلمته»؛ لما ذكر، ولا حالًا لعدم العامل، فكان استئنافًا مع أنَّ الكلام متحد، ومن غريب ما يحكى: أن بعض النصارى ناظر عليَّ بن الحسين بن واقد المروزي، وقال: في كتاب الله ما يشهد أنَّ عيسى جزء من الله، وتلا: «وروح منه»، فعارضه ابن واقد بقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: ١٣]، وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزأ من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم، وروي عن أبيِّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال: «وروح منه»، ومعنى كون عيسى روح الله: أنَّ جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنَّما سمى النفخ روحًا؛ لأنَّه ريح يخرج عن الروح، قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفًا (١).

{وَرُوحٌ مِنْهُ} [١٧١] تام؛ لأنه آخر القصة.

{فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [١٧١] جائز، ومثله «ثلاثة»، أي: هم ثلاثة؛ فالنصارى زعموا أن الأب إله، والابن إله، والروح إله، والكل إله واحد، وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أنَّ الثلاثة لا تكون واحدًا، وأنَّ الواحد لا يكون ثلاثة.

{خَيْرًا لَكُمْ} [١٧١] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام.

{إِلَهٌ وَاحِدٌ} [١٧١] حسن، ووقف نافع على «سبحانه»، وخولف في ذلك؛ لأنَّ «أن» متعلقة بما قبلها.

{وَلَدٌ} [١٧١] تام، ولا يجوز وصله بما بعده؛ لأنه لو وصله لصار صفة له، فكان المنفي ولدًا موصوفًا بأنه يملك السموات والأرض، والمراد: نفي الولد مطلقًا.

{وَمَا فِي الْأَرْضِ} [١٧١] كاف.

{وَكِيلًا (١٧١)} [١٧١] تام.


(١) انظر: تفسير الطبري (٩/ ٤١٥)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>