للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو، ويدل على ذلك قوله: «فهم لا يسمعون».

والوقف على {لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠)} [١٠٠] تام.

{مِنْ أنبائها} [١٠١] حسن، ومثله «بالبينات»؛ لعطف الجملتين المختلفتين؛ لأنَّ ضمير «فما كانوا ليؤمنوا إلَّا» أهل مكة، وضمير «جاءتهم» للأمم السابقة، مع أنَّ الفاء توجب الاتصال، وكذا «من قبل».

{الْكَافِرِينَ (١٠١)} [١٠١] كاف؛ للابتداء بالنفي، ومثله «من عهد».

{لَفَاسِقِينَ (١٠٢)} [١٠٢] تام، و «ثم» وردت؛ لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها؛ لأنَّها جاءت أول قصة أخرى.

{فَظَلَمُوا بِهَا} [١٠٣] حسن؛ للفصل بين الماضي والمستقبل، مع العطف بالفاء.

{الْمُفْسِدِينَ (١٠٣)} [١٠٣] تام.

{الْعَالَمِينَ (١٠٤)} [١٠٤] حسن، ورأس آية.

كل ما في كتاب الله من ذكر (أن لا) فهو بغير نون إلَّا في عشرة مواضع فهو بنون، منها: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} [١٠٥] (١)، والوقف على {حَقِيقٌ} [١٠٥] أحسن على قراءة نافع (٢): «عليَّ» بتشديد ياء المتكلم؛ على أنَّ الكلام تم عند قوله: «حقيق»؛ لأنَّ «حقيق» نعت «رسول»، أي: رسول حقيق من رب العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوقف على «العالمين»؛ لأنَّ «حقيق» صفة «رسول»، أو خبر بعد خبر، وليس «حقيق» وقفًا إن جعلت «أن لا أقول» أن وصلتها مبتدأ، و «حقيق» خبرًا، أو «حقيق»


(١) ووقعت «أَن لَّا» في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام وهى كالتالى:
أولها: مقطوع بالاتفاق. ثانيها: موصول بالاتفاق. ثالثها: مختلف بين القطع والوصل.
أولًا: قطعت «أن» مفتوحة الهمزة ساكنة النون عن «لا» النافية للجنس، فى عشرة مواضع:
{أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: ١٦٩]، {لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: ١٠٥]، {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [هود: ١٤]، {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [هود: ٢٦]، {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة: ١١٨]، {أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} [الحج: ٢٦]، {أَن لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [يس: ٦٠]، {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} [الدخان: ١٩]،
{أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا} [القلم: ٢٤]، {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ} [الممتحنة: ١٢].
ثانيًا: اختلفت المصاحف فى قوله -تَعَالَى-: {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ} [الأنبياء: ٨٧] فروى بالقطع وروى بالوصل، والعمل بالقطع.
ثالثًا: غير المواضع المذكورة موصول؛ أى: تدغم فيه النون فى اللام لفظًا وخطًّا؛ وأول ما وقع منه فى القرآن الكريم هو قوله -تعالى-: {أَلَّا تَعْبُدُوا} [هود: ٢].
(٢) وجه من قرأ بتشديد الياء وفتحها؛ أنه على الإضافة. والباقون بالألف لفظا على أن «على» التي هي حرف جر دخلت على «أن»، وتكون «على» بمعنى: إلى، أي: حقيق يقول الحق ليس إلا. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٢٢٧)، الإعراب للنحاس (١/ ٦٢٨)، الإملاء للعكبري (١/ ١٦٢)، البحر المحيط (٤/ ٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>