و «كتاب» خبره؛ لأنَّه لا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف، وكذا إن جعلت «الر» مقسمًا بها، وما بعدها جواب. ولا وقف من قوله:«كتاب أحكمت آياته» إلى قوله: «إلَّا الله»؛ فلا يوقف على «خبير» إن جعل موضع «أن لا تعبدوا» نصبًا بـ «فصلت»، أو بـ «أحكمت»؛ لأنَّ «أن» بعده في محلها الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجر، والعامل فيها إما «فصلت» وهو المشهور، وإما «أحكمت» عند الكوفيين، فتكون المسألة من الأعمال؛ لأنَّ المعنى: أحكمت؛ لئلَّا تعبدوا، أوفصلت؛ لئلَّا تعبدوا؛ فالرفع على أنها مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: تفصيله: أن لا تعبدوا إلَّا الله، أو هو أن لا تعبدوا، والنصب فصلت أن لا تعبدوا، فتكون «أن» تفسيرية، والجر فصلت بأن لا تعبدوا، والوقف على «خبير» كاف إن رفع ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن نصب تفسيرًا لما قبله، أو جر كما تقدم، ومعنى «أحكمت آياته» بالفضل، ثم «فصلت» بالعدل، أو أحكمت آياته في قلوب العارفين، ثم فصلت أحكامه على أبدان العارفين، وخص بالإحكام في قوله:«منه آيات محكمات»، وعمم هنا؛ لأنّه أوقع العموم بمعنى الخصوص، كقولهم: أكلنا طعام زيد؛ يريدون: بعضه، قاله ابن الأنباري. ولا يوقف على «بشير»؛ لأنَّ قوله:«وأن استغفروا ربكم» معطوف على ما قبله، داخل في صلة «أن».
{إِلَّا اللَّهَ}[٢] حسن، وقيل: كاف.
{فَضْلَهُ}[٣] كاف؛ للابتداء بعده بالشرط، ومثله:«كبير».
{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ}[٤] صالح؛ لاحتمال الواو بعده للحال، والاستئناف.
{قَدِيرٌ (٤)} [٤] كاف.
{مِنْهُ}[٥] حسن، وقيل: كاف.
{ثِيَابَهُمْ}[٥] ليس بوقف؛ لأنَّ عامل «حين» قوله بعدُ «يعلم»، أي: ألا يعلم سرَّهم وعلنهم حين يفعلون كذا، وهذا معنى واضح، وقيل: يجوز؛ لئلَّا يلزم تقييد علمه تعالى بسرِّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص، وهو تعالى عالم بذلك في كل وقت، وهذا غير لازم؛ لأنَّه إذا علم سرهم وعلنهم في وقت التغشية التي يخفى السر فيها، فأولى في غيرها، وهذا بحسب العادة، قاله السمين.
{وَمَا يُعْلِنُونَ}[٥] كاف.
{بِذَاتِ الصُّدُورِ (٥)} [٥] تام.
{عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}[٦] جائز.
{وَمُسْتَوْدَعَهَا}[٦] كاف.
{مُبِينٍ (٦)} [٦] تام، أي: في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقها، و «مستقرها» هو أيام حياتها، و «مستودعها» هو القبر، قاله الربيع. ويدل على هذا التفسير قوله في وصف الجنة حسنت مستقرًا ومقامًا وفي وصف النار إنَّها ساءت مستقرًا ومقامًا، قاله النكزاوي.