للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على «مما في بطونه»، أي: ونسقيكم مما في بطونه، ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب، والوقف على هذا على قوله: «والأعناب».

{وَرِزْقًا حَسَنًا} [٦٧] كاف.

{يَعْقِلُونَ (٦٧)} [٦٧] تام.

{بُيُوتًا} [٦٨] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.

{يَعْرِشُونَ (٦٨)} [٦٨] كاف، ومثله «ذللًا».

{مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} [٦٩] حسن، يخرج من أفواه النحل؛ وذلك أنَّ العسل ينزل من السماء، فينبت في أماكن، فيأتي النحل فيشربه، ثم يأتي الخلايا التي تصنع له، والكوى التي تكون في الحيطان، فيلقيه في الشمع المهيأ للعسل في الخلايا كما يتوهمه بعض الناس؛ أنَّ العسل من فضلات الغذاء، وأنَّه قد استحال في المعدة عسلًا. ونزل من السماء عشرة أشياء مع العسل، قاله الكواشي.

قال ابن حجر: فعلى أنَّه يخرج من فم النحل فهو مستثنى من القيء، وعلى أنَّه من دبرها فهو مستثنى من الروث، وقيل: من ثقبتين تحت جناحها فلا استثناء إلَّا بالنظر إلى أنَّه كاللين، وهو من غير المأكول نجس. اهـ، قال السمين: نقلوا في العسل التذكير والتأنيث، وجاء القرآن على التذكير في قوله: «من عسل مصفى»، وكنى بالعسيلة عن الجماع؛ لمشابهتهما.

قال عليه الصلاة والسلام: «لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» (١)، «ومختلف ألوانه» حسن، إن جعل الضمير في «فيه» للقرآن، أي: في القرآن من بيان الحلال والحرام والعلوم شفاء للناس، وليس بوقف إن أعيد على العسل المذكور (٢).

{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [٦٩] كاف.

{يَتَفَكَّرُونَ (٦٩)} [٦٩] تام.

{يَتَوَفَّاكُمْ} [٧٠] حسن.

{شَيْئًا} [٧٠] كاف.


(١) ولفظه: «جَاءَتِ امْرَأةُ رِفَاعَةَ الَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ. فَطَلَّقَنِى فَبَتَّ طَلاقِى، فَتَزَوَّجْتُ عَبْد الرَّحْمانِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإنَّ مَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَقال: أتُرِيدِينَ أنْ تَرْجِعِى إلَى رِفَاعَةَ؟ لا. حَتَّى تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ. قَالَتْ: وَأبُو بَكْرٍ عِنْدَهُ. وَخَالِدٌ بِالْبَابِ يَنْتَظِرُ أنْ يُؤْذَنَ لَهُ. فَنَادَى: يَا أبَا بَكْرٍ، ألا تَسْمَعُ هَذِهِ مَا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري (٢/ ١٤٧، و٣/ ٤٦٠، و٤/ ٧٤ و١٣٢)، ومسلم (٤/ ١٥٤ - ١٥٥)، والنسائي (٢/ ٨٠)، والترمذي (١/ ٢٠٨ - ٢٠٩)، والدارمي (٢/ ١٦١ - ١٦٢)، وابن أبي شيبة (٧/ ٤٠/١) وعنه ابن ماجه (١٩٣٢)، وابن الجارود (٦٨٣)، والبيهقي (٧/ ٣٧٣، و٣٧٤) والطيالسي (١٤٣٧، و١٤٧٣)، وأحمد (٦/ ٣٤ و٣٧ - ٣٨ و٢٢٦ و٢٢٩)، والطبراني في "الأوسط" (١/ ١٧٦/٢).
(٢) انظر: تفسير الطبري (١٧/ ٢٤٨)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>