للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوقف لمن كسرها (١)، والفاعل «رجال»، وعلى قراءة ابن عامر، ففيها نائب الفاعل، و «رجال» في جواب سؤال مقدر فاعل بفعل مقدر؛ كأنه قيل: مَن المسبح؟ فقيل يسبحه رجال، وعلى قراءة الباقين «يسبِّح» بكسر الموحدة، فوقفه على «رجال»، ولا يوقف على «الآصال» للفصل بين الفعل وفاعله، ثم يبتدئ: «لا تلهيهم تجارة»، ومن فتح الباء وقف على «الآصال»، ثم يبتدئ: «رجال»، وابن عامر، قد أخذ القرآن عن عثمان بن عفان قبل أن يظهر اللحن في لسان العرب.

{عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [٣٧] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.

{وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [٣٧] جائز؛ إن جعل «يخافون» مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل نعتًا ثانيًا لـ «رجال»، أو حالًا من مفعول «تلهيهم»، و «يومًا» مفعول به لا ظرف على الأظهر، و «تتقلب» صفة لـ «يومًا».

{وَالْأَبْصَارُ (٣٧)} [٣٧] كاف؛ إن علقت اللام في «ليجزيهم» بمحذوف تقديره: فعلوا ذلك ليجزيهم أحسن ما عملوا، وقال أبو حاتم السجستاني: أصل ليجزيهم (لَيجزينّهم) بفتح اللام وبنون توكيد، فحذفت النون تخفيفًا، ثم كسرت اللام، وأعملت (لام كي)؛ لشبهها لها في اللفظ. اهـ، وردُّوا على أبي حاتم: وأجمع أهل اللسان على أنّ ما قاله أبو حاتم وقدّره في ذلك خطأ، لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم، قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا علىّ أبي حاتم، ويخطئه فيّه ويعيب عليّه هذا القول، ويذهب إلى أنها (لام كي)، وحينئذ لا يوقف على «الأبصار»، والمعنى: يسحبون ويخافون ليجزيهم ثوابهم.

{مِنْ فَضْلِهِ} [٣٨] كاف.

{بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٨)} [٣٨] تام.

{الظَّمْآَنُ مَاءً} [٣٩] حسن؛ لأن «حتى» للابتداء إذا كان بعدها «إذا» إلّا قوله: «حتى إذا بلغوا النكاح» فإنها لانتهاء الابتداء كما تقدم عن السجاوندي.

{فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [٣٩] كاف، والضمير في «جاءه»، وفي «لم يجده»، وفي «ووجد»، وفي «عنده»، وفي «فوفاه»، وفي «حسابه» الست ترجع إلى «الظمآن»؛ لأنَّ المراد: به الكافر، قاله الزمخشري. وهو حسن.

{سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩)} [٣٩] كاف، لمن جعل، «أو» بمعنى: الواو، كقوله: «ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا»؛ أي: وكفورًا، والمعنى: وكفرهم كظلمات، وجائز؛ لمن جعله متصلًا بما قبله، وإن كان بعده


(١) وهم الأئمة العشرة سوى ابن عامر وشعبة؛ وجه من قرأ بفتح الباء؛ أنه مبني للمجهول ونائب الفاعل: {لَهُ}، و {رِجَالُ} فاعل لفعل محذوف يدل عليه المقام، كأنه قيل: من الذي يسبحه؟ فقيل: رجال، أي: يسبحه رجال. ووجه من قرأ: بكسر الباء؛ أنه مبني للمعلوم، و {لَهُ} متعلق به، و {رِجَالُ} فاعل. انظر: المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>