للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرف العطف؛ لأنَّه رأس آية.

{يَغْشَاهُ مَوْجٌ} [٤٠] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع النعت لما قبله.

{مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} [٤٠] كاف؛ لمن قرأ (١): «ظلماتٌ» بالرفع منونًا على إضمار مبتدأ، أي: هي ظلمات، أو «ظلمات» مبتدأ، والجملة من قوله: «بعضها فوق بعض» خبر ذكره الحوفي، وفيه نظر إذ لا مسوّغ للابتداء بهذه النكرة، وليس بوقف لمن قرأه بالجر (٢)؛ بدلًا من «كظلمات» كما رواه ابن القواس وابن فليح، وقرأ البزي (٣): «سحابٌ ظلماتٌ» بإضافة (سحاب)، لـ (ظلمات)، جعل الموج المتراكم كالسحاب، وعليها فلا يوقف على «سحاب».

{بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} [٤٠] كاف.

{لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [٤٠] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «فما له من نور».

{صَافَّاتٍ} [٤١] كاف، ومثله: «وتسبيحه».

{بِمَا يَفْعَلُونَ (٤١)} [٤١] تام؛ إن جعلت الضمائر في «علم صلاته وتسبيحه»، عائدة على «كل»، أي: كل قد علم هو صلاة نفسه وتسبيحه، وهو أولى لتوافق الضمائر؛ لأنَّ المعنى: وهو عليم بما يفعلونه، وإظهار المضمر أفحم، وأنشد سيبويه:

لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ ... نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنى وَالفَقيرا (٤)

وإن جعل الضمير في «علم» عائدًا على الله، وفي «صلاته وتسبيحه» عائدان على كل، أو بالعكس، أي: علم كل صلاة الله وتسبيحه، أي: اللذين أمر الله بهما عباده بأن يفعلا كإضافة الخلق إلى الخالق كان الوقف على تسبيحه.

{وَالْأَرْضِ} [٤١] حسن.


(١) وجه من قرأ: {سَحَابُ} غير منون؛ فعلى أنها مضافة إلى: {ظُلُمَاتٍ}، وقرأ الباقون: بغير تنوين و «سحاب» في القراءتان مبتدأ خبره مقدم عليه، وهو: {مِنْ فَوْقِهِ}، {ظُلُمَاتِ} [٤٠]؛ ووجه من قرأ بخفض التاء؛ أنها قراءة البزي وهي مضاف إليه، وفي قراءة قنبل بدل من: {ظُلُمَاتٍ} الأولى. وقرأ الباقون: برفع التاء من: {ظُلُمَاتُ}؛ على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذه أو تلك ظلمات. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٣٢٥)، الإعراب للنحاس (٢/ ٤٤٦)، الإملاء للعكبري (٢/ ٨٥)، البحر المحيط (٦/ ٤٦٢).
(٢) انظر: المصادر السابقة.
(٣) نفسه.
(٤) هو من الخفيف، وقائله عدي بن زيد، من قصيدة يقول في مطلعها:
إِنَّ لِلدَهرِ صَولَةً فَاِحذَرنَها ... لا تَنامَنَّ قَد أَمِنتَ الدُهورا
سبق وأن أشرنا إليه.-الموسوعة الشعرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>