للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى؛ على قراءة عكرمة وابن أبي عبلة بفتح (١): «أنه من سليمان»، و «أنَّه» في الموضعين بدل من «كتاب» بدل اشتمال أو بدل كل من كل؛ كأنَّه قيل: ألقى إليَّ أنَّه من سليمان وأنَّه كذا وكذا، أو الفتح على إسقاط حرف الجر، قاله الزمخشري. ويجوز أن يراد لأنَّه من سليمان؛ كأنَّها عللت كرمه بكونه من سليمان، وتصديره باسم الله، وعلى قراءة العامة يجوز الوقف على «سليمان» على أن ما بعده مستأنف جوابًا للسؤال قومها كأنهم قالوا: ممن الكتاب وما فيه؟ فأجابتهم بالجوابين، وقرئ (٢): «تغلوا» بغين معجمة من الغلو وهو مجاوزة الحد؛ والمعنى لا تمتنعوا من جوابي فترك الجواب من الغلو والتكبر، ولا يوقف على «بسم الله الرحمن الرحيم»؛ لأنَّ قوله: «أن لا تعلوا عليَّ» متصل بـ «ألقي» فموضع (إن) رفع على البدل مما عمل فيه «ألقى»، وهو «كتاب»، ويجوز أن يكون موضعها جرًا، والتقدير: وأنّه بسم الله الرحمن الرحيم بأن لا تعلوا عليّ (٣).

{مُسْلِمِينَ (٣١)} [٣١] تام.

{فِي أَمْرِي} [٣٢] جائز.

{تَشْهَدُونِ (٣٢)} [٣٢] كاف.

{وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} [٣٣] جائز.

{مَاذَا تَأْمُرِينَ (٣٣)} [٣٣] كاف، ويجوز في «ماذا»؛ أن تكون استفهامية مبتدأ، و (ذا) اسم موصول بمعنى: الذي، خبرها، ويجوز أن تجعل مع (ذا) بمنزلة اسم واحد مفعول «تأمرين»، أي: أيّ شيء تأمرين به.

{أَذِلَّةً} [٣٤] تام؛ لأنَّه آخر كلام بلقيس، ورأس آية أيضًا، ثم قال تعالى: «وكذلك يفعلون»، وهو أتم، ثم أخبر الله تعالى عنها أنها قالت: وإنِّي مرسلة إلى سليمان بهدية، فإن كان ملكًا قبلها، وإن كان نبيًا لم يقبلها (٤).

{الْمُرْسَلُونَ (٣٥)} [٣٥] كاف.

{بِمَالٍ} [٣٦] حسن؛ لانتهاء الاستفهام، ومثله: «مما آتاكم» لاختلاف الجملتين، وأيضًا بل ترجح جانب الوقف.


(١) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (٢/ ٩٤)، البحر المحيط (٧/ ٧٢)، تفسير الرازي (٢٤/ ١٩٤).
(٢) وهي قراءة ابن عباس ووهب بن منبه والأشهب العقيلي ومحمد بن السميفع، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (٢/ ٥٢١)، الإملاء للعكبري (٢/ ٩٤)، البحر المحيط (٧/ ٧٢)، تفسير القرطبي (١٣/ ١٩٣)، الكشاف (٣/ ١٤٦)، المحتسب لابن جني (٢/ ١٣٩)، تفسير الرازي (٢٤/ ١٩٦).
(٣) انظر: تفسير الطبري (١٩/ ٤٥١)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(٤) انظر: المصدر السابق (١٩/ ٤٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>