للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَعْبُدُ} [٦٤] قرئ برفعه ونصبه (١)؛ فرفعه على حذف «أن» ورفع الفعل، وذلك سائغ؛ لأنَّها لما حذفت بطل عملها، ونصبه؛ لأنَّها مختصة دون سائر الموصولات بأنَّها تحذف ويبقى عملها، قال في الخلاصة:

وَشذَّ حَذفُ أن وَنَصبٌ فِى سِوَى ... مَا مَرِّ فاقبَل مِنهُ مَا عَدلٌ رَوَى (٢)

وشاهده قول الشاعر:

أَلا أَيُّهَذا الزَّاجِرِي أَحضُرَ الوَغى ... وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي (٣)

وتقديره هنا: أن أعبد، وقوله: «أفغير» منصوب بـ «أعبد»، و «أعبد» معمول لـ «تأمروني» بإضمار «أن».

{الْجَاهِلُونَ (٦٤)} [٦٤] كاف.

{مِنْ قَبْلِكَ} [٦٥] جائز، للابتداء بلام القسم والموحى محذوف، أي: أوحى ما أوحى مع احتمال: أنَّ الموحى جملة «لئن»، وعليه فليس بوقف؛ لأنَّ معمول «أوحى» لم يأت، ومثله في عدم


(١) فقراءة الأئمة العشرة هي الرفع، وقرئ شاذًا بالنصب، ومن ذكر هذه القراءة لم ينسبها لأحد. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٧/ ٤٣٩)، الكشاف (٣/ ٤٠٧).
(٢) هو من الرجز، وقائله ابن مالك النحوي، في رجزيته الشهيرة الألفية في النحو التي يقول في مطلعها:
قالَ محَمَّدٌ هُوَ ابنُ مالِك ... أحمَدُ رَبِّى اللهَ خَيرَ مَالِك
مُصَلِّيًا عَلَى النَّبيِّ المُصطَفَى ... وَآلِهِ المُستَكمِلينَ الشَّرَفَا
وَأستَعِينُ اللهَ فِي ألفِيَّه ... مَقَاصِدُ النَّحوِ بهَا مَحوِيَّه
ابن مالك (٦٠٠ - ٦٧٢ هـ /١٢٠٣ - ١٢٧٤م) محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، أبو عبد الله، جمال الدين، أحد الأئمة في العلوم العربية، ولد في جيان (بأندلس)، وانتقل إلى دمشق فتوفي فيها، له: (الألفية) في النحو، و (الضرب في معرفة لسان العرب)، و (الكافية الشافية) أرجوزة في نحو ثلاثة آلاف بيت، و (شرحها)، و (سبك المنظوم وفك المختوم) نحو، و (لامية الأفعال)، و (إيجاز التعريف) صرف، و (شواهد التوضيح)، و (إكمال الإعمال بمثلث الكلام)، و (مجموع) فيه ١٠ رسائل، و (تحفة المودود في المقصور والمودود) منظومة، و (العروض)، و (الاعتضاد في الفرق بين الضاء والضاد) وغير ذلك.-الموسوعة الشعرية
(٣) هو من بحر الطويل، وقائله طَرَفَة بن العبد، والرواية التي ذكرت في المتن لم أعثر عليها في ديوانه، وإنما عثرت على الرواية التالية: (أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى)، وهي جاءت في قصيدة يقول في مطلعها:
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ ... تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَد
وأما الرواية المثبتت في المتن فوجدتها في: «الجليس الصالح الكافي، والأنيس الناصح الشافي» للمعافا بن زكريا، «خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب» لعبد القادر البغدادي، «شرح ديوان الحماسة» للمرزوقي.-الموسوعة الشعرية

<<  <  ج: ص:  >  >>