للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِذْ ظَلَمْتُمْ} [٣٩] جائز؛ لمن كسر همزة: «إنكم في العذاب»، وهو ابن ذكوان على الاستئناف (١)، وفاعل «ينفعكم» ضمير دل عليه قوله: «ياليت بيني وبينك بعد المشرقين»، وهو: التبرى، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم تبرى بعضكم من بعض، وليس بوقف لمن قرأ: «أنكم» بفتح الهمزة (٢)؛ لأنه فاعل «ينفعكم» فلا يفصل منه، وقيل: فاعل «ينفعكم»، الإشراك، أي: ولن ينفعكم إشراككم في العذاب بالتأسى كما ينفع الاشتراك في مصائب الدنيا فيتأسى المصاب بمثله، ومنه قول الخنساء:

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي ... عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن ... أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي (٣)

أو فاعل «ينفعكم»، التمنى؛ أي: لن ينفعكم تمنيكم، أو لن ينفعكم اجتماعكم، أو ظلمكم، أو جحدكم.

{مُشْتَرِكُونَ (٣٩)} [٣٩] كاف، ومثله: «مبين».

{مُنْتَقِمُونَ (٤١)} [٤١] جائز؛ لكونه رأس آية، لأن قوله: «أو نرينك» عطف على قوله: «فأما نذهبن بك».

{مُقْتَدِرُونَ (٤٢)} [٤٢] كاف، ومثله: «إليك» للابتداء بـ «إن»، ومثله: «مستقيم»، وكذا «ولقومك»؛ للابتداء بالتهديد مع أن المعنى: وسوف تسئلون عن ذلك الذكر.

{وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (٤٤)} [٤٤] تام.

{مِنْ رُسُلِنَا} [٤٥] حسن، وقيل: لا يحسن؛ لأنّ ما بعده داخل في السؤال؛ فكأنه قال: قل لأتباع


(١) انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (٢/ ١٢٢)، البحر المحيط (٨/ ١٧)، تفسير القرطبي (١٦/ ٩١)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٢٢)، السبعة (ص: ٥٨٦).
(٢) انظر: المصادر السابقة.
(٣) البيتان من الوافر، وقائلتهما الخنساء، من قصيدة تقول في مطلعها:
يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي ... فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكس
الخَنساء (? - ٢٤ هـ/? - ٦٤٤ م) تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضر، أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومها بني سليم. فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء، أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظًا من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعًا فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.-الموسوعة الشعرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>