للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَزِيزٌ (٢١)} [٢١] تام، ولا وقف من قوله: «لا تجد قومًا» إلى قوله: «أو عشيرتهم»؛ لأنَّ العطف بأو صيّر ذلك كالشيء الواحد، فلا يوقف على «واليوم الآخر»؛ لأنَّ «يوآدون» مفعول ثان لـ «تجد» أو صفة لـ «قومًا» ولا على «ورسوله»؛ لأنَّ الواو في «ولو كانوا» للحال وهكذا إلى قوله: «أو عشيرتهم» لاتصال الكلام بعضه ببعض.

{أَوْ عَشِيرَتَهُمْ (} [٢٢] حسن، نزلت هذه الآية في أبي عبيدة عامر بن الجراح: لما قتل أباه حين تعرض له يوم بدر فأعرض عنه فلازمه فلما أكثر عليه قتله، وفي أبي بكر الصديق: دعا أباه إلى البراز يوم بدر، وفي مصعب بن عمير: قتل أخاه يوم أُحد، وفي عمر بن الخطاب: قتل خاله العاصي بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة: قتلا الوليد وشيبة يوم بدر، بدأ أولًا بالآباء؛ لأنَّ الواجب على الأولاد طاعتهم فنهاهم عن توادهم ثم ثنَّى بالأبناء ثم ثلَّث بالإخوان ثم ربَّع بالعشيرة، والمعنى: لا توادوا الكفار ولو كانوا آباءكم، كأبي عبيدة عامر بن الجراح، وأبي بكر الصديق، أو إخوانكم كمصعب بن عمير، أو عشيرتكم كعمر وعلي وحمزة (١).

{كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [٢٢] حسن، ومثله: «وأيدهم بروح منه» للعدول عن الماضي إلى المستقبل، وهو من مقتضيات الوقف، قرأ العامة «كتب» مبنيًا للفاعل، وقرأ أبو حيوة الشامي وعاصم في رواية المفضل (٢): «كتب» مبنيًا للمفعول، و «الإيمان» نائب الفاعل.

{خَالِدِينَ فِيهَا} [٢٢] حسن، ومثله: «ورضوا عنه».

{حِزْبُ اللَّهِ} [٢٢] كاف.

آخر السورة تام.


(١) انظر: تفسير الطبري (٢٣/ ٢٥٧)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(٢) وكذا رويت عن أبي العالية وزرّ ابن حبيش، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٨/ ٢٣٩)، تفسير القرطبي (١٧/ ٣٠٨)، السبعة (ص: ٦٣٠)، المعاني للفراء (٣/ ١٤٢)، تفسير الرازي (٢٩/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>