للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لـ «نوره»، والباقون: بتنوينه ونصب «نوره» (١)، وجملة «والله متم» حالية من فاعل «يريدون» أو «يطفؤا» وقوله: «ولو كره» حال من هذه الحال، وجواب «لو» ما قبله قد قام مقامه، أي: الله أتم دينه وأظهره على سائر الأديان كلها، وكذا يقال في قوله: «ولو كره المشركون».

{الْكَافِرُونَ (٨)} [٨] تام.

{وَدِينِ الْحَقِّ} [٩] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده «لام» «كي» ومثله في عدم الوقف كله؛ لأنَّ قوله: «ولو كره» قد قام ما قبله مقام جوابه.

{الْمُشْرِكُونَ (٩)} [٩] تام.

{أَلِيمٍ (١٠)} [١٠] كاف، إن جعل «تؤمنون» خبر مبتدأ محذوف، أي: تلك التجارة هي تؤمنون، فالخبر نفس المبتدأ، فلا يحتاج لرابط، وكذا إن جعل «تؤمنون» بمعنى: آمنوا، بمعنى الأمر؛ لأنَّ بعده «يغفر» مجزوم على جواب الأمر، ونظير ذلك قول العرب: اتقي الله امرؤ فعل خيرًا يثب عليه، معناه: ليتق الله، فانجزم قوله: يثب، على تقدير: هذا الأمر فكذلك انجزم «يغفر» على تقدير: آمنوا وجاهدوا، وليس «أليم» بوقف إن جعل «تؤمنون»، بمعنى: أن تؤمنوا، فهو منصوب المحل تفسيرًا للتجارة، فلما حذف أن ارتفع الفعل كقوله:

ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى (٢)

الأصل إن أحضر، فكأنَّه قال: هل أدلكم على تجارة منجية إيمان وجهاد، وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل. قاله المبرد، وعليه فلا يوقف من قوله: «تؤمنون» إلى قوله: «في جنات عدن»؛ لأن «يغفر» مجزوم على جواب الأمر فلا يفصل بين الأمر وجوابه بالوقف، وقال الفراء: هو مجزوم على جواب الاستفهام، وهو قوله: «هل أدلكم»، واختلف الناس في تصحيح هذا القول فبعضهم غلطة قال الزجاج: ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا، يعني: أنَّه ليس مرتبًا على مجرد الاستفهام ولا مجرد الدلالة ويجوز أنَّ الفراء نظر إلى المعنى؛ لأنَّه قال: هل أدلكم على تجارة، ثم فسّر التجارة بقوله: «تؤمنون» فكأن الاستفهام إنَّما وقع على نفس المفسّر؛ كأنَّه قال: هل


(١) وجه من قرأ: {مُتِّمٌ} غير منون، و {نُورِهِ} بالخفض؛ أن ذلك على إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله للتخفيف. والباقون بالتنوين والنصب؛ على إعمال اسم الفاعل كما هو الأصل. انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (٣/ ١٥٣)، البحر المحيط (٨/ ٢٦٣)، تفسير الرازي (٢٩/ ٣١٢)، الحجة لابن خالويه (ص: ٧٠٧)، الكشف للقيسي (٢/ ٣٢٠)، السبعة (ص: ٦٣٥)، النشر (٢/ ٣٨٧).
(٢) صدر بيت من الطويل، وقائله طَرَفَة بن العبد، وعجز البيت:
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

-الموسوعة الشعرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>