للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكوفة إلى النيل ومثل كرى البغل من النيل الى بغداد ومثل كرى البغل إلى الكوفة وتوفيه إياه».

قال: جعلت فداك: قد علفته بدراهم فلي عليه علفه؟ قال: لا: لأنك غاصب.

أما في المذهب الزيدي فقد ذكر العنسي (١): «وأعلم ان الغاصب لا يرجع على المالك بما غرم فيها أي في العين المغصوبة سواء كان للبقاء أو للنماء نحو ان تكون دابة فعلفها أو شجرا صغارا فغرسها وسقاها حتى كبرت.

فلا يرجع الغاصب بما غرم في هذه الصور وان زادت به قيمة العين المغصوبة بذلك».

وقد استدل الفقهاء فيما ذهبوا إليه هنا بما يأتي:

أ - ان الغاصب متعد وليس لعرق ظالم حق (٢).

ب - لأن النفقة التي أنفقها الغاصب ليست عينا قائمة بالجسد كالصبغ في الثوب مثلا وإنما هي مجرد أثر (٣).

ج - لأن النفقة التي أنفقها الغاصب إنما هي في نظير الغلة التي استغلها من المغصوب لأنه وإن ظلم لا يظلم (٤).

د - لأنه ليس للغاصب عين مال متقوم قائم في المغصوب (٥).

ويظهر من كل ذلك ان ما ينفقه الغاصب على المغصوب ان كان عينا منفصلة عن المغصوب كالبناء في الأرض المغصوبة أو ما شاكل ذلك فقد استوضحنا في محله وإن لم يكن كذلك فليس للغاصب مهما عظمت نفقته على المغصوب الرجوع على المالك بل ان ما أنفقه يعتبر هدرا.


(١) التاج المذهب/٣٥٥:٣، البحر الزخار/لابن المرتضى/١٨٤:٤.
(٢) نفس المصدر.
(٣) الأم/الشافعي/٢٢٦:٣.
(٤) الشرح الصغير/٩٣:٤.
(٥) بدائع الصنائع/١٦٢:٧.

<<  <   >  >>