للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرَّازِيّ التَّيْمِيّ، وَلَكِن هَذَا ضَعِيف حَتَّى قَالَ ابْن حبَان ينْفَرد عَن الْمَشَاهِير بِالْمَنَاكِيرِ، أَو مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ الَّذِي يعد حَدِيثه صَحِيحا أه وَقد شكّ فِي صِحَة هَذَا الحَدِيث الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَالْإِمَام الصَّنْعَانِيّ فَقَالَ مَا حَاصله: أَن التوسل بِالنَّبِيِّ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) جَائِز إِن صَحَّ الحَدِيث.

يَقُول مُحَمَّد بن أَحْمد عبد السَّلَام: الْحق أَن التوسل بِالنَّبِيِّ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) جَائِز وَلَا نزاع فِيهِ لَكِن بدعائه لَا بِذَاتِهِ كَمَا توسل هَذَا الرجل الضَّرِير وكما توسل بِهِ أَصْحَابه فِي حَيَاته، فَلَا مَانع أبدا من التوسل بِدُعَاء النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بِأَن يَقُول الدَّاعِي المتوسل بِهِ مَا ورد فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ لَهَا: " عَلَيْك يحمل الدُّعَاء وجوامعه وكوامله " وَفِيه " قولي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك مِمَّا سَأَلَك بِهِ مُحَمَّد، وَأَعُوذ بك مِمَّا تعوذ بِهِ مُحَمَّد " رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَابْن مَاجَه وَغَيرهمَا.

فَمن أَرَادَ أَن يعْمل بِهَذَا الحَدِيث، حَدِيث الضَّرِير، وَأَن يُصَلِّي صلَاته، فَليدع الله تَعَالَى بِدُعَاء نبيه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) الَّذِي دَعَا بِهِ لذَلِك الرجل، ولسائر أمته فَإِن الدُّعَاء بالذوات والأشخاص مَمْنُوع شرعا، بِدَلِيل توسل عمر بعد وَفَاة النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بِعَمِّهِ الْعَبَّاس، فَلَمَّا ترك عمر التوسل عِنْد الكرب والشدة - بالأفضل، وتوسل بالمفضول بَين جمع كَبِير من الصَّحَابَة؛ وَلم يُنكر عَلَيْهِ فَرد وَاحِد مِنْهُم - علم أَن التوسل الْجَائِز الْمَشْرُوع إِنَّمَا كَانَ فِي حَيَاته بدعائه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) ، وَأَنت قد علمت مَا فِي هَذَا الحَدِيث، وَالَّذِي قبله من الْمقَال، فَالْأَفْضَل لَك والأخلص والأسلم، أَن تَدْعُو الله تَعَالَى فِي جَوف اللَّيْل، وَبَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة، وَفِي أدبار الصَّلَوَات قبل التَّسْلِيم، وَفِي أَيَّام الْجُمُعَات، فَإِن فِيهَا سَاعَة إِجَابَة، وَعند الْفطر من الصَّوْم. وَقد قَالَ ربكُم {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} وَقَالَ: {وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب أُجِيب دَعْوَة الداع إِذا دعان} وَقَالَ: {وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى فَادعوهُ بهَا} .

<<  <   >  >>