من ذكر أَو أُنْثَى وَهُوَ مُؤمن فلنحيينه حَيَاة طيبَة، ولنجزينهم أجرهم بِأَحْسَن مَا كَانُوا يعْملُونَ} ونزداد هِدَايَة كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَيزِيد الله الَّذين اهتدوا هدى} وَبِهَذَا نرقى ونفوق الْأُمَم ونسودهم، كَمَا سادهم واستعبدهم بِالْعَدْلِ وَالْعلم وَالْحكمَة فِي مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا آبَاؤُنَا الْأَولونَ.
فانهوا أَيهَا الشُّيُوخ أتباعكم عَن التَّعَبُّد بالأحزاب، والأوراد، والأذكار، والتوسلات، والاستغاثات المبتدعة، وعرفوهم أَن فضل حرف وَاحِد من الْقُرْآن الْعَظِيم وَالسّنة المطهرة خير وَأعظم وَأفضل عِنْد الله من جَمِيع مَا هم عَلَيْهِ، وَلَا سِيمَا مَعَ التدبر والتفهم. فليستعيضوا عَن هَذَا بِقِرَاءَة الْقُرْآن وتحزيبه وتجزيئه على الْأَيَّام والليالي، وبقراءة كَلَام الرَّسُول [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، وَحفظه وفهمه وتلقينه للإخوان، واستعيضوا لَهُم الإجازات بالشهادات العلمية، فَإِذا مَا ورد عَلَيْكُم رجل قد قَرَأَ وَفهم وعقل عَن الله وَرَسُوله، واختبرتم تدينه وحبه لله ولدينه وَلِرَسُولِهِ ولسنته. وبغضه للمنكرات والمحرمات والمبتدعات والمخالفات. . فرأيتموه فطناً ذكياً فصيحا فِيهِ أَهْلِيَّة للخير والإصلاح والإرشاد فَحِينَئِذٍ لَا مَانع من أَن تخْرجُوا لَهُ شَهَادَة وتجيزوه فِيهَا أَن يعلم الْمُسلمين بِمَا فتح الله بِهِ عَلَيْهِ، وتحذروه من التدخل فِيمَا لَا يعنيه، وَمن الْفَتْوَى بِغَيْر علم، وَمن الْخُرُوج عَن نُصُوص الْكتاب وَالسّنة.
أما أَنْتُم يَا مَشَايِخ السجادة؛ فَالله مولاكم هُوَ يرزقكم وَهُوَ خير الرازقين وَهُوَ الْقَائِل: {وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب} {} (وَمن يتق الله يَجْعَل من أمره يسرا} {وَلَو أَن أهل الأَرْض آمنُوا وَاتَّقوا لفتحنا عَلَيْهِم بَرَكَات من السَّمَاء وَالْأَرْض} {الْآيَة} (وَلَو أَنهم أَقَامُوا التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَمَا أنزل إِلَيْهِم من رَبهم لأكلوا من فَوْقهم وَمن تَحت أَرجُلهم} هَذِه هِيَ نصيحتي، وَهَذَا هُوَ اقتراحي، فَإِن قبلتموه وعملتم بِهِ فقد أديتم مَا وَجب عَلَيْكُم من قبُول نصح الناصحين، وأذكركم قَول الله تَعَالَى: (سَيذكرُ من يخْشَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute