للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله على عباده فِي الْكتاب الْكَرِيم وعَلى لِسَان نبيه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، وَالِاسْتِمَاع والإصغاء إِلَيْهِ تَعَالَى عِنْد كل نِدَاء أَو خطاب ينادينا بِهِ فِي كِتَابه أَو يوجهنا إِلَيْهِ رَسُوله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا ارْكَعُوا واسجدوا واعبدوا ربكُم وافعلوا الْخَيْر لَعَلَّكُمْ تفلحون وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده هُوَ اجتباكم وَمَا جعل عَلَيْكُم فِي الدّين من حرج مِلَّة أبيكم إِبْرَاهِيم هُوَ سَمَّاكُم الْمُسلمين من قبل وَفِي هَذَا ليَكُون الرَّسُول شَهِيدا عَلَيْكُم وتكونوا شُهَدَاء على النَّاس فأقيموا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة واعتصموا بِاللَّه هُوَ مولاكم فَنعم الْمولى وَنعم النصير} .

فالأولياء حَقًا هم {الَّذين لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} أما الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا فأهمها مَا بشرهم بِهِ الْكتاب الْعَزِيز حَيْثُ قَالَ تَعَالَى:

(١) {وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف الَّذين من قبلهم وليمكنن لَهُم دينهم الَّذِي ارتضى لَهُم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لَا يشركُونَ بِي شَيْئا} .

(٢) وَمن هَذِه البشائر قَوْله تَعَالَى: {وَكَانَ حَقًا علينا نصر الْمُؤمنِينَ} .

(٣) وَمِنْهَا: {إِنَّا لننصر رسلنَا وَالَّذين آمنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يقوم الأشهاد} ، {وَإِن جندنا لَهُم الغالبون} ، {إِن الله يدافع عَن الَّذين آمنُوا} .

(٤) وَمِنْهَا: {وَلَو أَن أهل الْقرى آمنُوا وَاتَّقوا لفتحنا عَلَيْهِم بَرَكَات من السَّمَاء وَالْأَرْض} {} (وَلَو أَنهم أَقَامُوا التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَمَا أنزل إِلَيْهِم من رَبهم لأكلوا من فَوْقهم وَمن تَحت أَرجُلهم) {} (وَأَن لَو استقاموا على الطَّرِيقَة لأسقيناهم مَاء غدقا) {} (من عمل صَالحا من ذكر أَو أُنْثَى وَهُوَ مُؤمن؛ فلنحيينه حَيَاة طيبَة - أَي فِي الدُّنْيَا - ولنجزينهم أجرهم بِأَحْسَن مَا كَانُوا يعْملُونَ} فَقلت

<<  <   >  >>