للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين وَيجْعَل لكم جنَّات وَيجْعَل لكم أَنهَارًا} .

(٥) وَمِنْهَا: {وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ وَلَكِن الْمُنَافِقين لَا يعلمُونَ} وَكَذَلِكَ قَوْله: {فَلَا تهنوا وَتَدعُوا إِلَى السّلم وَأَنْتُم الأعلون وَالله مَعكُمْ وَلنْ يتركم أَعمالكُم} .

(٦) وَمِنْهَا: {إِذْ يوحي رَبك إِلَى الْمَلَائِكَة أَنِّي مَعكُمْ فثبتوا الَّذين آمنُوا سألقي فِي قُلُوب الَّذين كفرُوا الرعب فاضربوا فَوق الْأَعْنَاق واضربوا مِنْهُم كل بنان} .

فَهَذِهِ كلهَا بشائر لأولياء الله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا، وَهِي استخلافه تَعَالَى لَهُم فِي الأَرْض، وتمكين دينهم وعلوه على سَائِر الْأَدْيَان وَلَو كره الْكَافِرُونَ، وَأَن يبدلهم من خوفهم أمنا. وَأَخذه على نَفسه أَن ينصرهم على أعدائهم ويدافع عَنْهُم كَمَا نصروا دينه ودافعوا عَنهُ، وَأَن يَجْعَل لَهُم الْغَلَبَة والعزة والعز وَأَن يفتح علهم بَرَكَات السَّمَاء وَالْأَرْض ويمدهم بالأموال والبنين والجنات والأنهار، وَأَن يمدهُمْ بِالْمَلَائِكَةِ عِنْد الْقِتَال، وَهَذَا أهم مَا بشر الله بِهِ أولياءه فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا.

وَأما فِي الْآخِرَة، فقد أعد الله لأوليائه جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض فِيهَا مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات فِي روضات الجنات، لَهُم مَا يشاءون عِنْد رَبهم ذَلِك هُوَ الْفضل الْكَبِير، ذَلِك الَّذِي يبشر الله بِهِ عباده} وَكَذَلِكَ قَالَ: {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا تتنزل عَلَيْهِم الْمَلَائِكَة أَن لَا تخافوا وَلَا تحزنوا وَأَبْشِرُوا بِالْجنَّةِ الَّتِي كُنْتُم توعدون نَحن أولياؤكم فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة، وَلكم فِيهَا مَا تشْتَهي أَنفسكُم وَلكم فِيهَا مَا تدعون نزلا من غَفُور رَحِيم}

<<  <   >  >>