للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متونهما تفرغانها فِي أَفْوَاه الْقَوْم ثمَّ تَرْجِعَانِ فتملآنها ثمَّ تجيئان فتفرغانها فِي أَفْوَاه الْقَوْم فرضى الله عَنْهُمَا وَعَن زنيرة الَّتِي عذبها الْمُشْركُونَ فِي الله حَتَّى عميت فَلم يزدها ذَلِك إِلَّا إِيمَانًا وَكَذَا أم عنيس كَانَت أمة لبني زهرَة، وَكَانَ يعذبها الْأسود بن عبد يَغُوث حَتَّى أعْتقهَا الصّديق رَضِي الله عَنهُ وعنهما.

وَرَضي الله عَن لبينة أسلمت قبل عمر وَكَانَ عمر يعذبها حَتَّى يسأم، وَيَقُول لَهَا: إِنِّي لم أدعك إِلَّا سآمة، فَتَقول: كَذَلِك يفعل الله بك إِن لم تسلم؛ ورضى الله عَن أم يَاسر أغلظت القَوْل مرّة لأبي جهل فَطَعَنَهَا فِي قبلهَا بِحَرْبَة فِي يَده فَكَانَت أول شهيدة فِي الْإِسْلَام فرضى الله عَنْهَا، ولعنات الله عَلَيْهِ، وقف طريد الله على بَاب أبي بكر فَقَالَ لابنته: أَيْن أَبوك؟ فَقَالَت: لَا أَدْرِي، فَرفع يَده فلطم خدها لطمة طرح مِنْهَا قُرْطهَا، فرضى الله عَنْهُم وعنهن أَجْمَعِينَ. وَعَن الْأَنْصَار مِنْهُم والمهاجرين، وَعَن كَبِيرهمْ وصغيرهم وَذكرهمْ وأنثاهم، وحرهم وعبدهم، وعربيهم وعجميهم، وفارسيهم وحبشيهم، نصروا الله فنصرهم، وأعزوا دينه فأعزهم قَالَ المُنَافِقُونَ {لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل} فكذبهم الله وسفه أحلامهم، فَقَالَ: {وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ وَلَكِن الْمُنَافِقين لَا يعلمُونَ} .

فهم لَا غَيرهم حزب الله الَّذين بشروا بقول الله: {أَلا إِن حزب الله هم المفلحون} وهم لَا غَيرهم الموصوفون بقوله تَعَالَى {يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أعزة على الْكَافرين يجاهدون فِي سَبِيل الله وَلَا يخَافُونَ لومة لائم ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَالله وَاسع عليم إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ وَمن يتول الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا فَإِن حزب الله هم الغالبون} .

<<  <   >  >>