للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسبحان من اجتباهم واصطفاهم واختارهم وارتضاهم جندا وحزبا وعسكرا وأنصارا وعبادا لَهُ، وتكفلهم بِنَفسِهِ فَقَالَ: {يَا أَيهَا النَّبِي حَسبك الله وَمن اتبعك من الْمُؤمنِينَ} نَصرهم على ضعفهم وقلتهم وبشرهم بِأَنَّهُم لَا غَالب لَهُم، فَقَالَ: {إِن ينصركم الله فَلَا غَالب لكم} وَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن تنصرُوا الله ينصركم وَيثبت أقدامكم وَالَّذين كفرُوا فتعسا لَهُم وأضل أَعْمَالهم} .

فهم لَا غَيرهم المخاطبون أَولا بقول الله تَعَالَى {لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر يوادون من حاد الله وَرَسُوله وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبْنَاءَهُم أَو إخْوَانهمْ أَو عشيرتهم أُولَئِكَ كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان وأيدهم بِروح مِنْهُ ويدخلهم جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا رَضِي الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ أُولَئِكَ حزب الله أَلا إِن حزب الله هم المفلحون} فَكَانُوا كَمَا أحب الله مِنْهُم وَأَرَادَ وهم هم الَّذين قَالَ لَهُم {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُم وَإِخْوَانكُمْ أَوْلِيَاء إِن استحبوا الْكفْر على الْإِيمَان وَمن يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُم فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ قل إِن كَانَ آباؤكم وأبناؤكم وَإِخْوَانكُمْ وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إِلَيْكُم من الله وَرَسُوله وَجِهَاد فِي سَبيله فتربصوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره وَالله لَا يهدي الْقَوْم الْفَاسِقين} فَكَانُوا وَالله كَمَا أحب الله مِنْهُم وَأَرَادَ، فَكَانُوا يُقَاتلُون أَبْنَاءَهُم وإخوانهم وأقاربهم وأعز النَّاس إِلَيْهِم من أهل الْكفْر والطغيان، وَكَانَت أَمْوَالهم كلهَا تنْفق فِي سَبِيل الله، ذَلِك بِأَنَّهُم هم {الْمُؤْمِنُونَ الَّذين اشْترى الله مِنْهُم أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة يُقَاتلُون فِي سَبِيل الله فيقتلون وَيقْتلُونَ وَعدا عَلَيْهِ حَقًا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن وَمن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الَّذِي بايعتم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم} .

(فرضى الله عَنْهُم جَمِيعًا وَعَن الْفُقَرَاء والمهاجرين الَّذين أخرجُوا من دِيَارهمْ

<<  <   >  >>