للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الَّذين يَلُونَهُمْ؛ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ؛ ثمَّ يَجِيء قوم تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه؛ وَيَمِينه شَهَادَته ".

وَقَالَ فيهم الرَّسُول [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَمَا فِي البُخَارِيّ أَيْضا " لَعَلَّ الله اطلع إِلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد وَجَبت لكم الْجنَّة. أَو فقد غفرت لكم " فهنيئا لكم ثمَّ هَنِيئًا لكم فرضى الله عَنْكُم وأرضاكم؛ فرحمات رَبِّي وَبَرَكَاته وتسليماته وزاكياته عَلَيْكُم أَصْحَاب مُحَمَّد رَسُول الله؛ الحمادين لله؛ وَالصَّابِرِينَ؛ فِي البأساء وَالضَّرَّاء؛ والمجاهدين فِي سَبِيل الله بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم؛ المحبين للرسول الْأَعْظَم حبا هُوَ أكبر وَأَرْفَع وَأجل من أَمْوَالهم وَأَوْلَادهمْ. بل وَمن أنفسهم الَّتِي بَين جنُوبهم.

أما بعد. فَيَقُول مُحَمَّد بن أَحْمد عبد السَّلَام. رَحمَه الله وهداه ووفقه إِلَى سبل السَّلَام. واسكنه وَذريته وعشيرته دَار السَّلَام. مُخَاطبا كَافَّة عُلَمَاء الْإِسْلَام الْخَاص مِنْهُم وَالْعَام. وَفِي مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا.

أَيهَا السَّادة الْكِرَام. وَالْأَئِمَّة الْأَعْلَام. السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. وَبعد: فَإِن أمتنَا هَذِه الْأمة الإسلامية، قد بلغت قَدِيما من الْفَخر وَالْمجد. والرفعة والارتقاء مَا لم يسْبق لَهُ نَظِير. وَلَا يشْهد التَّارِيخ بِمثلِهِ. ملكو على ضعفهم وَقلة عَددهمْ ممالك مُلُوك الأَرْض. فَكَانُوا يرسلون رسلهم إِلَى أعاظم الْمُلُوك يخيرونهم بَين ثَلَاثَة أُمُور: إِمَّا الْإِسْلَام. وَإِمَّا أَن يدفعوا الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون. وَإِمَّا إيقاد نَار الْحَرْب بَينهم حَتَّى ترفع راية التَّوْحِيد فَوق الرُّءُوس. وتنكص راية الشّرك تَحت الْأَقْدَام. ملؤا الأَرْض توحيداً وإيمانا. وعلما وَحكما وَحِكْمَة. وعدلا. ملؤا الأَرْض بالعلوم والمعارف. وَالصَّدقَات والصلوات والأذكار. وبعبادة الله الْوَاحِد القهار {فآتاهم الله ثَوَاب الدُّنْيَا وَحسن ثَوَاب الْآخِرَة وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ} .

أما نَحن الْآن أَيهَا السَّادة الْعلمَاء فقد أَصبَحت حَالنَا تدمى الْعُيُون وَتسقط

<<  <   >  >>