روى ابْن مَاجَه فِي سنَنه عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كنت عَاشر عشرَة رَهْط من الْمُهَاجِرين عِنْد رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَأقبل علينا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " يَا معشر الْمُهَاجِرين خمس خِصَال أعوذ بِاللَّه أَن تدركون: مَا ظَهرت الْفَاحِشَة فِي قوم حَتَّى أعْلنُوا بهَا إِلَّا ابتلوا بالطواعين والأوجاع الَّتِي لم تكن فِي أسلافهم الَّذين مضوا، وَلَا نقص قوم الْمِكْيَال إِلَّا ابتلوا بِالسِّنِينَ وَشدَّة الْمُؤْنَة وجور السُّلْطَان، وَمَا منع قوم زَكَاة أَمْوَالهم إِلَّا منعُوا الْقطر من السَّمَاء، وَلَوْلَا الْبَهَائِم لم يمطروا، وَلَا خفر قوم الْعَهْد إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم فَأخذُوا بعض مَا فِي أَيْديهم. وَمَا لم تعْمل أئمتهم بِمَا أنزل الله فِي كِتَابه إِلَّا جعل الله بأسهم بَينهم " وكل هَذَا قد حل بِنَا بوقوعنا فِي هَذِه الْمعاصِي وَغَيرهَا فَإنَّا لله، وَذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر عَن أبي عمرَان قَالَ:" بعث الله عز وَجل ملكَيْنِ إِلَى قَرْيَة أَن يدمراها بِمن فِيهَا، فوجدا فِيهَا رجلا قَائِما يُصَلِّي فِي مَسْجِد، فَقَالَا: يَا رب إِن فِيهَا عَبدك فلَانا يُصَلِّي، فَقَالَ الله عز وَجل: دمراها ودمراه مَعَهم فَإِنَّهُ مَا تمعر وَجهه فِي قطّ " وَلما زلزلت الأَرْض على عهد عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله كتب إِلَيّ الإمصار.
أما بعد. فَإِن هَذَا الرجف شَيْء يُعَاتب أَو يُعَاقب الله عز وَجل بِهِ الْعباد؛ وَقد كتبت إِلَى سَائِر الْأَمْصَار أَن يخرجُوا فِي يَوْم كَذَا وَكَذَا. فَمن كَانَ عِنْده شَيْء فليتصدق بِهِ؛ فَإِن الله عز وَجل قَالَ {قد أَفْلح من تزكّى وَذكر اسْم ربه فصلى} وَقُولُوا كَمَا قَالَ آدم: {رَبنَا ظلمنَا أَنْفُسنَا وَإِن لم تغْفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} وَقُولُوا كَمَا قَالَ نوح: {وَإِلَّا تغْفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} وَقُولُوا كَمَا قَالَ يُونُس {لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين} أه. من الْجَواب الْكَافِي.