قال في هدي الساري (ص ٤٣٣): "فإن صح كان عذرًا جيدًا"، وقال في الفتح نفسه (١٠/ ٢٩٠): "وقد قيل: إن عمران تاب من بدعته وهو بعيد". ٣ - أو أن البخاري أخرج حديثه في المتابعات. قال الحافظ: "فلا يضر التخريج عمن هذه سبيله في المتابعات". وقد رجح السخاوي هذا الوجه فقال: " (ثالثها) وهو المعتمد المعول عليه، أنه لم يخرج له سوى حديثًا واحدًا مع كونه في المتابعات، ولا يضر التخريج لمثله". قلت: كلام ابن حجر والسخاوي لا اعتراض عليه فيما يتعلق بالحديث الأول الذي رواه البخاري في المتابعات، وأما الحديث الثاني لعمران الذي رواه البخاري أصلًا فيبقى الاعتراض على البخاري فيه واردًا، وأما السخاوي فكلامه يدل على أنه لم يقف على حديث عمران الثاني. انظر: (هدي الساري ٤٣٣)، والفتح (١٠/ ٢٩٠، ٣٨٥)، وفتح المغيث للسخاوي (ص ٣٢٩). وأما حديث عباد بن يعقوب الرواجني فقد أخرجه البخاري (كتاب التوحيد - باب وسمّى النبي الصلاة عملًا - ١٣/ ٥١٠) رواه بسنده إلى ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- أنَّ رجلًا سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أي الأعمال أفضل. . ." الحديث فقد رواه مسلم من طرق غير طريق عباد عن ابن مسعود بنحوه. ومن دقة البخاري روايته الحديث عن عبّاد مقرونًا للكلام المتقدم فيه. قال أبو مسعود الدمشقي: "ولم يرو البخاري عن عباد بن يعقوب غير هذا الحديث، وهو الرواجني وكان من كبار الشيعة". انظر: هدي الساري (ص ٤١٢)، والفتح (١٣/ ٥١٠)، وتحفة الأشراف (٧/ ٣٠).