الله عز وجل للعامل يجزيه به، ويكون هذا معنى قوله:«كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ، أي أن أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة، إذا كان ظلمهم، إلا الصيام، فإن الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء، ويكون لصاحبه عند الله عز وجل.
وقيل: إن معنى قوله تعالى: «الصوم لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» معناه: أن الصوم عمل باطني، لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فهو نية قلبية، بخلاف سائر الأعمال، فإنها تظهر ويراها الناس، أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه - عز وجل - ولهذا يقول:«الصوم لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» ، فكونه ترك طعامه وشرابه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، بخلاف الصدقة مثلًا والصلاة والحج والأعمال الظاهرة، هذه يراها الناس، أما الصيام فلا يراه أحد؛ لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط، أو ترك المفطرات الظاهرة فقط، لكن معنى الصيام أن يكون خالصًا لله عز وجل ونية صادقة لله عز وجل، هذا معنى الصيام، وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى؛ فيكون هذا معنى قوله تعالى:«الصوم لي وأنا أجزي به» ، وفسره بقوله:«إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» .
ومن العلماء من يقول: إن معنى قوله تعالى: «الصوم لي وأنا أجزي به» أن الصوم لا يدخله شرك، بخلاف سائر الأعمال، فإن المشركين كانوا