للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقدمونها لمعبوداتهم، كالذبح والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة، وكذلك الدعاء والخوف والرجاء، فإن كثيرًا من المشركين يتقربون بها إلى أصنامهم ومعبوداتهم، بخلاف الصوم، فلم يذكر أن المشركين كانوا يصومون لأوثانهم ومعبوداتهم، الصوم إنما هو خاص بالله عز وجل، فهذا يكون معنى قوله: «الصوم لي وأنا أجزي به» ، أي أنه لا يدخله شرك، ولم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم، وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل.

***

معنى حديث: يا معشر الشباب

سؤال: ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض الحديث الذي يحث فيه الشباب على الزواج، ورد قوله: «فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» ، فما معنى هذا، وما هي الحكمة من ذلك؟

الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» ، معنى الحديث ظاهر، أن الشاب إذا قويت شهوته ودواعي الجماع عنده، فإن عليه أن يبادر إلى الزواج ليستغل ذلك بالطريق الحلال المشروع، ويسلم ويبتعد عما حرم الله عز وجل؛ لأن الله أغنى المسلم بالحلال عن الحرام، فعليه أن يتزوج ليعف نفسه وليغض بصره عن الحرام.

فالزواج فيه حصانة للمسلم، وإذا كان لا يستطيع الزواج ماديًّا لكونه فقيرًا، ولا يستطيع القيام بكلف الزواج فإنه يعدل إلى الصوم؛ لأن الصوم

<<  <  ج: ص:  >  >>