فهالنا فنزل أهل السماء الدنيا, بمثلي من في الأرض من الجن والإنس, حتى إذا دنوا من الأرض, أشرقت الأرض بنورهم, وأخذوا مصافهم, فقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا, وهو آت)) .
ثم ذكر مثل ذلك في كل سماء, ثم قال: ((حتى نزل الجبار في ظلل من الغمام, والملائكة, ولهم زجل من تسبيحهم, يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت, سبحان رب العرش ذي الجبروت, سبحان الحي الذي لا يموت, سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت, سبوح قدوس, رب الملائكة والروح, قدوس, قدوس, سبحان ربنا الأعلى, سبحان ذي السلطان والعظمة, سبحانه أبداً أبداً، فينزل - تبارك وتعالى - يحمل عرشه يومئذ ثمانية)) (١) .
وهذا صريح في أن إتيان الله – تعالى – على ظاهره, يأتي إلى الأرض, يفصل بين عباده, ويتولى حسابهم بنفسه – تعالى -, وكل واحد منهم سوف يخاطبه, كما سيأتي في حديث عدي بن حاتم.
وهذا الحديث الذي استشهد به الإمام الطبري, وإن كان سنده ضعيفاً, إلا أن هذا القدر منه قد دلت عليه النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة, فوجب قبوله, والإيمان به.
والله – عز وجل – ليس كمثله شيء لا في ذاته, ولا في أوصافه, ولا في أفعاله, فمجيء الله – تعالى – ونزوله, وعلوه, واستواؤه, خاص به, على ما يليق بعظمته.
((والمجيء والإتيان, والصعود والنزول, توصف به روح الإنسان التي تفارقه بالموت, وتوصف به الملائكة, وليس نزول الروح وصعودها من جنس نزول
(١) ((تفسير الطبري)) (١/١٩١) طبعة بولاق الأولى