شهيداً، ونحن نشهد بذلك، ونرجو من منزل الكتاب، وسريع الحساب وهازم الأحزاب ومزلزهم، أن يثبتنا على هذه الشهادة ويثيبنا عليها خير ثواب.
١١٧ – قال:((حدثنا مسدد، عن هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:{وَلاَ تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخِافِت بِهَا} قال: أنزلت ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- متوار بمكة، فكان إذا رفع صوته سمع المشركون فسبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، وقال الله – تعالى -: {وَلاَ تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخِافِت بِهَا} لا تجهر بصلاتك حتى يسمع المشركون، ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم {وَابتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً} أسمعهم ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن)) .
المراد بالصلاة في الآية: القراءة، وقد قال ابن جرير – رحمه الله - ((لولا أننا لا نستجيز مخالفة أهل التفسير فيما جاء عنهم، لاحتمل أن يكون المراد:{وَلاَ تَجهَر بِصَلاتِكَ} أي: بقراءتك نهاراً، {وَلاَ تُخِافِت بِهَا} أي: ليلاً، وكان ذلك وجهاً لا يبعد في الصحة)) (١) .
وقد جاء ذلك مفسراً كما في هذا الحديث أن المراد: القراءة وهو يصلي، فكان صلوات الله وسلامه عليه يرفع صوته في القراءة، رجاء أن يؤثر فيمن يسمعه من كفار قومه فيسلموا، ويسمعه من معه من المسلمين فيحفظوا، وكان للقرآن وقع عظيم في قلوبهم وأثر بالغ في نفوسهم، ولذلك منعه الملأ من الكفار؛ خوفاً أن يتأثر به بعضهم فيسلموا، كما جربوا ذلك وقالوا: إن رفعت صوتك به هجوناك، وهجونا من قاله، ومن جاء به، فأمره الله – تعالى – أن لا يرفع