ثم نقل كلام الإمام مع تفسير بعضه بين القوسين. ومما نقله: "فكل ما أنزل الله جل ثناؤه في كتابه رحمة وحجة، علمه من علِمه وجهِله مَن جهِله، لا يعلم مَن جهله ولا يجهل مَن علمه. والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه: نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يدرك خير إلا بعونه. فإنّ من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصاً واستدلالاً. ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه. وانتفت عنه الريب. وَنوَّرت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة". (انظر الرسالة: ١٩ - ٢٠. ونسخة الفراهي: ٤ - المحقق) ثم قال: "هذا الكلام يشتمل على فوائد عظيمة. ولمتانته يستدعي شرحاً وتنبيهاً، وقد دل فيه على أصل عظيم في الحكمة فنذكر بعض ما يستفاد منه: ... " انظر حكمة القرآن: ق ١٣، ١٤. وعلق الفراهي كذلك على كلام الإمام في حاشية نسخته من الرسالة: ١٣ فقال: "كل ما ذكر الإمام من مكانة الإيمان بالرسول واتباعه، فلا شك فيه. وأما قوله رحمه الله في تفسير الحكمة فضعيف -والله أعلم-. وإنما أراد الإمام رحمه الله أن يجعل السنة حيث يسوغ بها تخصيص الكتاب وصرفه عن ظاهر معناه لكي يوفق بين الكتاب والسنة والآثار. والمجتهد قد يخطئ، وإنما الأعمال بالنيات. فاعلم أن قوله تعالى: {وَأَنزَلَ اَللهُ =