للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَلاّ اشتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتَاقْ

سَمْراءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ (١)

ودَرَسَ الصعبَ حتى رَاضَه. ودرستُ الكتاب بكثرةِ القراءةِ حتى خفَّ حفظُه (٢). فالدرس: كثرة القراءة.

ومعنى الكلمة في العبرانية اختص بالقراءة (٣). وأما في العربي فبقيت الكلمة على السعة، وأقرب إلى الأصل، إذ جاءت لكثرة القراءة، لا للقراءة، كما قال تعالى:

{وَلِيَقُوُلواْ دَرَسْتَ} (٤).

أي بالغتَ في قراءتك عليهم.

وأما أنها لا توجد في هذا المعنى في أشعار العرب، فذلك لأن للشعر مجاريَ محدودة، ومعاني خاصة، فقلّما يذكرون القراءة فضلاً عن إكثارها (٥).


(١) البيتان -وهما من مشطور السريع- في اللسان (درس) بنصب "سمراءَ" صفةً للحنطة، وبرفعه في المقاييس (أفق) والأزمنة والأمكنة ٢: ٨، واللآلي: ٦٥٦، والأساس (درس) واللسان (درس، سمر) وديوان سلامة بن جندل: ١٢٤، وفيها مكان البيت الأول:
يَكفِيك مِنْ بَعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ
وهو بينهما في رواية الأنباري في شرح المفضليات: ٢٤٢ - ٢٤٣، فيكون "سمراءُ" فاعل يكفيك. وقال الصغاني في التكملة بعد ما نقل البيتين عن الجوهري (درس):
"ليس لابن ميادة على القاف رَجَزٌ".
وانظر تخريج البيتين والروايات في شعر ابن ميادة: ١٧٨ - ١٨٢.
(٢) انظر اللسان (درس).
(٣) انظر معانيها في العبرانية في التعليق السابق.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٠٥.
(٥) ورد في شعر لبيد كلمة "مُدَارِس"، فقال مِن قصيدة في ديوانه ٤٢:
يومَ لا يُدخل المُدَارِسَ في الرَّحْـ ... ـمَةِ إلاَّ بَراءةٌ وَاعتذارُ
علق الفراهي في حاشية نسخته من ديوان لبيد (الخالدي): "المُدارس: الذي يدرس الكتب".

<<  <   >  >>