للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتضرّع والدعاء. وهي كلمة قديمة، بمعنى الصلاة والعبادة. جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرّع (١). وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع (٢).

ومن هذا الأصل صلِيَ النارَ: أقبل عليها، ثم بمعنى دخل النار، كما قال تعالى:

{سَيَصْلَى نَارًا} (٣).

وأيضاً: {وَيَصْلَى سَعِيرًا} (٤).

ومنه: التصلية، كما قال تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} (٥).


= والإقبال على الشيء والدخول فيه. فيقال للفرس المتصل بالسابق: "المصلّي"، وللجالس حول النار بقربها: "الصالي"، وكذلك لمن دخل في حرّها". وانظر ما سيأتي من تعليقاته على سورة النور. وقال صاحب المقاييس (٣: ٣٠٠): "الصاد واللام والحرف المعتلّ أصلان: أحدهما النار وما أشبهها من الحمى، والآخر جنس من العبادة". وقال الزجاج: الأصل في الصلاة: اللزوم (اللسان - صلى) والراجح ما قاله المؤلف، فإنّ الإقبال على الشيء والانحناء هو المعنى المشترك للكلمة في العربية وأخواتها، ولعل أصل المعنى يرجع إلى كلمة (صلا) بمعنى وسط الظهر، وقد حفظتها العربية.
(١) يعني الأكّدية (البابلية والأشورية)، والكلمة فيها بهيئة "صَلو" و "صَلِيتو" انظر طه باقر: ١١٤.
(٢) وذلك تجوّز من المؤلف رحمه الله. فإنّ كلمة الصلاة من الألفاظ الآرامية التي وردت في العهد القديم انظر دانيال ٦: ١١ وعزرا ٦: ١٠، وتطلق في الآرامية -كما قال المؤلف- على الركوع والصلاة، وكذلك في الحبشية. انظر جزينيوس: ١١٠٩. أما العبرانية فالكلمة الشائعة فيها بمعنى الصلاة والدعاء والتضرع هي [. . .] (تِفِلاّ) من مادة (فلل). انظر مثلاً الملوك الأول ٣٣:٨، الثاني ٦:١٧ عزرا ١٠: ١، دانيال ٩: ٢٠.
(٣) سورة اللهب، الآية: ٣.
(٤) سورة الانشقاق، الآية: ١٢.
(٥) سورة الواقعة، الآية: ٩٤.

<<  <   >  >>