للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٢) آخر النهار، كما قال الحارث بن حِلِّزَةَ اليَشْكُري في معلقته:

آنَسَت نَبْأةً وَأَفْزَعَهَا الْقَـ ... ـنَّاصُ عَصْراً وَقَدْ دنَا الإمْسَاءُ (١)

والسَّنَد على المعنى الأول كثير: قال عَبِيد بن الأبرص (٢):

فَذَاكَ عَصْرٌ وَقَدْ أرَانِي ... تَحْمِلُني نَهْدَةٌ سُرْحُوبُ (٣)

وقال امرؤ القيس:

ألاَ عِمْ صَباحاً أيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالي ... وَهَلْ يَنْعِمَنْ مَنْ كانَ في الْعُصُرِ الْخَالي (٤)


= السريعة من جهة المرور والذهاب، و "عصر المائع": إمراره، و "العصر" لآخر النهار من جهة ذهاب النهار، و "العصارة"، ومنه: "عنصر" الشيء. فكلمة "العصر" تذكرهم الأيام الخالية، وتوجههم من صفة الزمان إلى زواله وسرعة ذهابه. والأولى عبرة لهم بما جلب على الإنسان من حكم الله فيهم حسب أعمالهم، والثانية تحرضهم على التشمير لكسب ما ينفعه من زمان أجلى صفته سرعة الزوال" (ص ٣ - ٤)، وقد ردّ ابن فارس (المقاييس ٤: ٣٤٠) مشتقات مادة (عصر) إلى ثلاثة أصول: دهر وحين، وضغط شيء حتى يتحلّب، وتعلّق شيء وامتساك به. وجعل العنصر من الأصل الثالث.
(١) انظر شرح ابن الأنباري: ٤٤٢ وفسر العصر بالعشي. وأنشده في اللسان (نبأ، قصر) برواية "قصراً" يصف الشاعر في البيت نعامة شبه بها ناقته. آنست نبأة: أحسّت صوتاً خفياً.
(٢) هو عَبيد بن الأبرص الأسدي. شاعر جاهلي فحل قديم من المعمرين، شهد مقتل والد امرئ القيس.
ابن سلام: ١٣٧ - ١٣٩، المعمرون: ٧٥ - ٧٦، ابن قتيبة: ٢٦٧ - ٢٦٩، الأغاني ٤٠٤:٢٣ - ٤٢٢، الآمدي: ٢٢٧، الخزانة ٢: ٢١٥ - ٢١٩.
(٣) من قصيدته التي عدَّها القرشي من المجمهرات، وقال ابن قتيبة: هذه القصيدة أجود شعره، وهي إحدى السبع. انظر ديوانه: ١٧ وجمهرة الأشعار: ٤٧٦.
قد أراني: قال الفراهي: أي حينما كنت أراني كما يظهر مما سبقه (تفسير سورة العصر: ٣). في الأصل والمطبوعة: "يحملني بازل شبوب" وكذا في تفسير سورة العصر، وهو سهو بلا شك، فإنّ الأبيات التي تليه في وصف الفرس. والتصحيح من المصادر. نَهْدَةٌ: فرس مشرفة. سُرحوب: سريعة السير، وقيل: طويلة الظهر.
(٤) البيت مطلع قصيدته المشهورة في ديوانه: ٢٧. والبيت وحده في المقاييس، واللسان =

<<  <   >  >>