للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا النابغة نفسه ذكر كابُلَ (١)، وسدّ ياجوج وماجوج (٢)، وتَدْمُرَ (٣). فهل هذه في بلاد غطفان؟. وجبل التين -على قول الأولين- ليس بهذا البعد، فإنما هو على جانب من العراق. وهم يذكرون الفُراتَ (٤)، ودِجْلَةَ (٥)،


(١) وهو قوله من قصيدة في ديوانه ١٢٢:
قعوداً له غسّانُ يرجون أوبَه ... وتُركٌ ورهطُ الأعجمين وكابُلُ
يعني أن العرب والعجم كانوا يؤملون النعمان بن الحارث ويرجون خيره. والمراد أهل كابل.
(٢) سهو من المؤلف رحمه الله. فإن الذي ذكر يأجوج ومأجوج هو امرؤ القيس في قوله في ديوانه ٤٥٠ وقد أعلم المؤلف عليه في نسخته من شعراء النصرانية ٦١:
وسَدَّ بحيث تَرْقَى الشَّمْسُ سَدّاً ... لِيأجوج ومَأجوجَ الجِبَالاَ
(٣) وهو قوله من قصيدة يمدح بها النعمان بن المنذر في ديوانه ٢١:
ولاَ أرَى فَاعلاً فِي النَّاسِ يُشْبِهُهُ ... وَلاَ أُحَاشِي مِنَ الأقوامِ مِنْ أحَدِ
إلاّ سُلَيمَانَ إذْ قَالَ الإله لَهُ ... قُمْ فِي البَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَنِ الْفَنَدِ
وخَيِّسِ الجِنَّ إنِّي قد أذِنْتُ لَهُم ... يَبْنُونَ تَدْمُرَ بِالصُّفَاحِ وَالعَمَدِ
خيِّس: أي ذَلِّلْ، والصُّفَّاح: حجارة كالصفائح عِراض. وتدمُر: مدينة بالشام. والعمد أساطين الرخام.
(٤) نحو قول النابغة في القصيدة السابقة (الديوان: ٢٦):
فما الْفُراتُ إذا هَبَّ الرّياحُ لَهُ ... تَرْمِي غَواربُه العِبْرَينِ بِالزَّبَدِ
يمُدُّهُ كُلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ ... فيه رُكامٌ مِنَ اليَنْبوتِ والخَضَدِ
يظَلُّ مِنْ جَوفِه الملاّحُ مُعْتَصِماً ... بالخيزُرانةِ بعدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
يوماً بأجوَدَ مِنْه سَيْبَ نَافِلَةٍ ... ولاَ يَحولُ عطاءُ اليومِ دُونَ غَدِ
الغوارب: الأمواج. الينبوت: نبت، والخَضَد: نبت، وقيل: ما تكسر من الشجر وغيره. الأينُ: الإعياء، النَّجدُ: العرق.
(٥) نحو قول طرَفة بن العبد في معلقته وهو يصف عنق الناقة:
وأتْلَعُ نَهَّاضٌ إذا صَعَّدتْ به ... كسُكَّانِ بُوصِيٍّ بِدجْلَةَ مُصْعِدِ
أتلَع: مشرف، بوصي: سفينة. انظر شرح ابن الأنباري: ١٧١.

<<  <   >  >>