للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسل الله تعالى. وجمع الملك: ملائك وملائكة، مثل أشاعث وأشاعثة (١). وإنما سمّوا "ملائكة" لكونهم رسلاً من الله تعالى، كما قال تعالى:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ} (٢) الآية.

أيضاً: {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} (٣).

وهكذا سمّوا في الفارسية "فِرِشْتَه"، وفي اليونانية "أنجلوس" (٤) أي الرسول. قال رجل من عبد القيس جاهلي يمدح بعض الملوك (٥):

فلستَ بإنسيٍّ ولكنّ مَلأَكاً ... تحدَّرَ مِن جَوِّ السماء يَصوبُ (٦)

وقال عديّ بن زيد:


(١) انظر تفسير الطبري ١:٤٤٣.
(٢) سورة فاطر، الآية: ١.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ٦١.
(٤) [. . .].
(٥) كذا في المجاز ١:٣٣. وقال ابن برّي في التنبيه ١:١٠٤: "البيت لرجل من عبد القيس يمدح النعمان، وقيل: هو لأبي وجزة يمدح عبد الله بن الزبير". والقول الثاني لابن السيرافي. وانظر اللسان (ملك) والعيني ٤: ٥٢٤. ونسبه ابن الأنباري في الزاهر ٢: ٢٦٧ والأعلم في شرحه لشواهد الكتاب ٢: ٣٧٩ إلى علقمة بن عبَدة.
(٦) البيت من الشواهد المشهورة، وهو من قصيدة لعلقمة الفحل في شعره ١:١٤٨ والمفضليات: ٣٩٤ وهو من شواهد سيبويه ٣٨٠:٤. وهو في المجاز: ٣٣، ٣٥ والطبري ١: ٣٣٣، ٤٤٥ واللسان (صوب، ألك، لأك، ملك) وانظر معجم الشواهد ٣٩. والرواية الشائعة للشطر الأول:
فلستَ لإِنسي ولكنْ لِملأكٍ ...................
وأقرب رواية للفظ الكتاب رواية مخطوطة الطبري ١: ٣٣٣: "لإنسي ولكنَّ ملاكاً" وفي ١: ٤٤٥: "لجنّي". ورواية المرزوقي والنصرانية ٥٠٨ "بجني ... ملأكاً"، فلعل المؤلف صحح روايةً الطبري: "لإنسي" بـ "بإنسيٍّ". والمخاطب في البيت الحارث بن جَبَلة الغسّاني. يَصوب: ينزل.

<<  <   >  >>