أوقن أن الله سيستجيبُ لى، وأن الشيخ سيقبلنى عنده، لا سيما بعد أن قابلت الأستاذ أحمد عطية - وكان من معظمى الشيخ قبلُ -، فاستضافنى فى داره وقال لى: لما طبع كتابك ((فصل الخطاب بنقد المغنى عن الحفظ والكتاب)) اشتريت منه نسخة وقرأته فأعجبنى أنه على طريقة الشيخ، وكان الشيخ يقول: ليس لى تلاميذ - يعنى على طريقته فى التخريج والنقد - قال: فأرسلت هذا الكتاب الى الشيخ وقلت له: وجدنا لك تلميذا، وراجعتُ الشيخ بعد ثلاثة أيام فقال: نعم.
قلت: لمَّا قصَّ علىَّ الأستاذ أحمد عطية هذه الحكاية ضاعف من أملى أن يقبلنى الشيخ عنده.
ووالله! لقد عاينت من لطف الشيخ بى، وتواضعه معى شيئا عظيما، حتى أنه قال لى يوماً: صحَّ لك ما لم يصحُّ لغيرك، فحمدت الله عز وجل على جسيم منته، وبالغ فضله ونعمته.
فمن ذلك أننى كلما التقيتُ به قبلت يده، فكان ينزعها بشدَّة، ويأبى علىَّ، فلما أكثر قلتُ له: قد تلقينا منكم فى بعض أبحاثكم فى " الصحيحة " أن تقبيل يد العالم جائز.
فقال لى: هل رأيت بعينيك عالماً قطُّ؟
قلت: نعم، أرى الآن.
فقال: إنما أنا " طويلبُ علمٍ "، إنما مثلى ومثلكم كقول القائل: