للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأن إسقاط الرمز فيه إهدارٌ لكل المبادىء التى يدعو اليها والمثل العليا التى يدندن حولها. وبعد هذا المعنى الذى جلًّيتُه لك، تستطيع أن تدرك لما ثار علماءُ المسلمين فى تركيا لما فرض كمال أتاتورك - قاتله الله - القبعة بدلا من العمامة؟ وقد جرت محاكمات لعلماء المسلمين، فكان مما حدث أن قاضى المحكمة قال لأحد العلماء: ما أتفهكم يا علماء الدين، لم هذه الثورة؟ أمن أجل أننا استبدلنا القبعة بالعمامة؟ وما الفرق بينهما، فهذا قماش وهذا قماشٌ. فقال له العالم: أيها القاضى! إنك تحكم علىَّ وخلفك علم تركيا، فهل تستطيع أن تستبدله بعلم إنجلترا وهذا قماش، وهذا قماش؟! فبهت القاضى الظالم، ولم يُحِرْ جواباً. ولو تأملت الطواف حول الكعبة، والسعى بين الصفا والمروة ورمى الجمار، فهذا كلُّه إحياءٌ للرمز، لنأخذ منه العبرة. ومما يجدر أن نلفت النظر اليه، وهو يتعلق بقضية ((الرمز)) ، وفيه عبرةٌ - أيما عبرة - أن شيخنا الألبانى حفظه الله كان قد سئل منذ سنتين من بعض شباب فلسطين، قالوا له: إننا نلقى شدة وعنتا فى عبادة الله مع وجود اليهود فى أرضنا، حتى أن الواحد منا لا يكاد يصلى من الخوف على نفسه، فما الحلُّ؟ قال الشيخ: اخرجوا من بلادكم إلى أماكن أخرى تقيمون فيها دين الله عز وجل، وأعدوا أنفسكم لترجعوا إلى بلادكم فاتحين فاستغلَّ جماعة من أهل الأهواء هذه الإجابة وأشاعوا بين العوام الطغام أن الشيخ يوجب على أهل فلسطين من العرب المسلمين أن يخرجوا ويتركوا أرضهم لليهود، وقا مت الدنيا ولم تقعد زماناً طويلاً، وكاد الشيخ أن يطرد من " عمان " بسبب هذه الفتوى التى حرفوها، وتلقفت هذه الفتوى المحرفة إذاعة إسرائيل، فقدم المذيع ترجمة للشيخ الألبانى وذكر أنه أكبر محدث فى العالم الإسلامى وقد أفتى بكذا وكذا، فسمع بعض إخواننا ممن كنت أظنه من أهل التحرى هذا الثناء والفتوى من إذاعة إسرائيل ثم جاءنى وقال

أنا عاتبٌ على الشيخ الألبانى

<<  <  ج: ص:  >  >>