وبكنيتى. قال له: أفعلُ. ففعلا، وقال تأبط شرا: لك اسمى ولى اسمك، وأخذ حُلًّته، وأعطاه طمريه، ثم انصرف. فقال تأبط شرا يخاطب زوجة هذا الثقفى:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلَها ... تأبَّط شرًّا واكتنيتُ أبا وهبِ
فَهَبْهُ تسمَّى اسمى وسمَّانى اسمَهُ ... فأين له صبرى على مُعْظَمِ الخطْبِ
وأين له بأسٌ كبأسى وسَوْرتى ... وأين له فى كلِّ فادحةٍ قلْبى
وقد توجع بعض الأذكياء من كثرة أشباه العلماء فى ديار المسلمين، وأطلق عليهم اسم ((المجدينات)) بدل ((المجددين)) ، فقال له سامعُهُ: وما المجددينات؟ ما هو بجمع مذكر سالم، ولا جمع مؤنث سالم؟ فقال له: هذا جمع ((مخنثٍ)) سالم!! فأقسم له سامعه أن اللغة العربية فى أمسِّ الحاجة الى هذا الجمع، خصوصا فى هذه الأيام!
فإذا كان الخطأ ملازما للبشر؛ لا يعرى عنه مخلوق مهما اجتهد واحتاط لنفسه فى تحرى الحق، فليس من الإنصاف أن يعير المرء به إذا وقع منه، لا سيما إن كان أهلا للنظر، ولو أراد أحد أن لا يخطىء فى شىء من العلم، فينبغى له أن يموت وعلمه فو صدره، فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل إلا بتفضل رب العالمين على عبده.
والخطأ فى الفروع أكثر من أن ينضبط، ولا يسلمُ العالم منه، فمن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو العالمُُُُ، ومن غلب خطؤه صوابه فهو جاهلٌ وهذا ميزا نٌ عادلٌ، ويرحمُ الله ابن القيمِّ إِذ قال فى (إِعلام الموقعين)(٣ / ٢٨٣) : ((ومن له علم بالشرع والواقع، يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذى له فى الإسلام قدمٌ صالحٌ، وآثار حسنةٌ، وهومن الإسلام وأهله بمكانٍ، قد تكون