والكيمياء والطب والحروب والآلات والصناعات من اللسان اليوناني والقبطي والشرياني، وكانت الترجمة أحيانًا من لغة يونان إلى العبرانية، ومن العبرانية إلى السريانية، ومن السريانية إلى العربية.
وخالد بن يزيد هذا أول من جمعت له الكتب، وجعلها في خزانة في الإسلام، والأرجح أنها كانت في دمشق.
وقال أيضًا:"والعلوم تسربت إلى العرب من بقايا علوم القبط واليونان والسريان بعد أن توطد أمر الخلافة، وأخذت الجيوش تتقدم في أفريقية إلى الأندلس، وفي الشرق إلى ما وراء السند وسمرقند، وكانت في إنطاكية والرها ونصيبين وحران أول الفتح مدارس عامرة، تشبع أساتذتها بالثقافة اليونانية، وفلسفة أرسطو والعلوم والطب المعروفة عند القدماء.
قال دييل: "وراجع خلفاء الأمويين هؤلاء الأساتيذ لينقلوا إلى السريانية وإلى العربية أهم كتب العلم والأدب عند اليونان وبيزنطية، وجاء العباسيون بعد الأمويين فكان همهم أن يجمعوا المخطوطات اليونانية، وأن ينقلوا إلى العربية أهم كتب العلم والطلب والفلسفة اليونانية.
وقال: فبواسطة تراجمة شاميين عرف العرب العلم والفلسفة اليونانية، وبفضلهم نشأت في الإسلام من إسبانيا إلى الهند حركة عقلية عظيمة أتت بأينع الثمرات، وبفضل المدارس العربية في قرطبة عرف العرب النصراني نفسه فلسفة أرسطو. ا. هـ".
ونحو نقول: إنه لجدير بالإعجار والإكبار تلك الثمرات الباهرات العلمية والعملية التي أنتجها للمسلمين في العصور الذهبية الراقية انفتاح الحدود الفكرية لديهم لتقبل الحق من أي مصدر ظهر، وللشغف بامتصاص العلوم والمعارف من أي المنابع تدفقت، وللسعي الحثيث لاكتساب الكمالات الإنسانية، في كل مجال من مجالات الحياة، وفي كل ميدان من ميادين العمل، وهو الأمر الذي أملته عليهم أسس الإسلام الحضارية.
ولو أن حدودهم الفكرية كانت مغلقة، وعقولهم كانت منطوية على نفسها