للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يأتي قوله تعالى في أول سورة "الفرقان: ٢٥ مصحف/ ٤٢ نزول" وهي من السور المكية:

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} معلنًا ومؤكدًا حقيقة عالمية رسالة الإسلام في مهمة كتابها، ومهمة رسولها، وهما أمران متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر.

وإعلانًا عن رسالة القرآن العالمية قال الله تعالى في سورة "القلم: ٦٨ مصحف/ ٢ نزول" وهي من أوائل السور المكية:

{وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِين} .

وقال في سورة "التكوير: ٨١ مصحف/ ٧ نزول" وهي من أوائل السور المكية:

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} .

ومن أجل ذلك كانت رسالة الحضارة الإسلامية رسالة يشترك في تحقيقها العملي، وبنائها التطبيقي كل من استجاب لها من كل عرق ولون ولغة.

فجدير بكل مسلم أن يفخر بتاج المجد الذي صنعه بناتها الصادقون من المسلمين، في كل بلد من بلاد الإسلام، في سالف العصور الإسلامية، التي استجابت للإسلام، وأحسنت تطبيق تعالميه، ومما لا ريب فيه أن المسلمين من العرب قد كانوا قادة الفتح الحضاري الظافر، الذي أحرزته الأمة الإسلامية جميعًا، ونعمت بخيراته، إلى أن سرى فيها داء الضعف والوهن والتخاذل، واتباع الشهوات، والانصراف عن متابعة أعمال الفتح الحضاري، في كل مجال من المجالات المادية والمعنوية.

شرح الظاهرة الثانية: إرادة الخير والسعادة للناس جميعًا

حينما يحمل المسملون رسالة الإسلام الحضارية للناس جميعًا فإنما يحدوهم إلى ذلك ما عرست مبادئ الإسلام في قلوبهم من حب الخير للناس جميعًا، والرغبة الملحة بأن يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ويدفعوهم

<<  <   >  >>